مطلب : لا بأس من الشبع الغير المفرط : ولا بأس عند الفتى ومكروه الإسراف والثلث أكد ( ولا بأس ) أي لا حرج ولا إثم ولا كراهة ( عند الأكل ) ، وكذا الشرب لنحو اللبن ( من شبع الفتى ) تقدم معنى الفتى ، والمراد من شبع الآكل كبيرا كان ، أو صغيرا ذكرا ، أو أنثى . الأكل من شبع
قال في الآداب الكبرى : لو أكلت كثيرا لم يكن به بأس قال [ ص: 108 ] الحسن : ليس في الطعام إسراف وما ورد من النهي فللتأديب لا التحديد .
وفي من حديث البخاري رضي الله عنه { أبي هريرة أهل الصفة فسقاهم ، ثم قال اشرب فشرب ، ثم أمره ثانيا وثالثا حتى قال : والذي بعثك بالحق ما أجد له مساغا لأبي هريرة } ، وقال في الترغيب : لو أكل كثيرا بحيث لا يؤذيه جاز . واختلف في أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل يقول لما جاءه قدح من لبن وأمر أن يدعو له على رأيين : أحدهما أنه يشتهي الخبز وحده فمتى طلب الأدم فليس بجائع . ثانيهما أنه إذا وقع ريقه على الأرض لم يقع عليه الذباب ذكره في الإحياء . حد الجوع