الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
6729 12 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12297أحمد بن يونس، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، nindex.php?page=hadith&LINKID=656615عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: nindex.php?page=treesubj&link=33521إنكم ستحرصون على الإمارة، وستكون ندامة يوم القيامة، فنعم المرضعة، وبئست الفاطمة.
[ ص: 227 ] مطابقته للترجمة ظاهرة. nindex.php?page=showalam&ids=12493وابن أبي ذئب - بكسر الذال المعجمة - محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب ، واسمه هشام المدني .
والحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في الفضائل، وفي البيعة، وفي السير، عن محمد بن آدم به.
قوله: " إنكم ستحرصون " بكسر الراء وفتحها، ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16087شبابة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب : ستعرضون بالعين، وأشار إلى أنها خطأ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14038الجوهري : الحرص الجشع، ثم فسر الجشع بقوله: الجشع أشد الحرص، تقول منه: جشع بالكسر.
قوله: " على الإمارة " بكسر الهمزة، ويدخل فيها الإمارة العظمى، وهي الخلافة، والصغرى، وهي الولاية على البلدة.
قوله: " وستكون " أي الإمارة " .
ندامة يوم القيامة " يعني لمن لم يعمل فيها بما ينبغي.
قوله: " فنعم المرضعة، وبئست الفاطمة " قال الكرماني : نعم المرضعة أي: نعم أولها، وبئست الفاطمة أي: بئس آخرها، وذلك لأن معها المال والجاه واللذات الحسية والوهمية أولا، لكن آخرها القتل والعزل ومطالبات التبعات في الآخرة، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : نعمت المرضعة في الدنيا، وبئست الفاطمة أي: بعد الموت؛ لأنه يصير إلى المحاسبة على ذلك، فيصير كالذي يفطم قبل أن يستغني فيكون ذلك هلاكه.
اعلم أن نعم وبئس فعلان لا يتصرفان؛ لأنهما أزيلا عن موضوعهما، فنعم منقول من قولك: نعم فلان إذا أصاب نعمة، وبئس منقول من بئس إذا أصاب بؤسا، فنقلا إلى المدح والذم، فشابها الحروف. وقيل: إنهما استعملا للحال بمعنى الماضي. وفي نعم أربع لغات: بفتح أوله وكسر ثانيه. وكسرهما وسكون العين. وكسر النون، وفتحها، وسكون العين.
تقول: نعم المرأة هند ، وإن شئت: نعمت المرأة هند ، وقال الطيبي : إنما لم تلحق التاء بنعم؛ لأن المرضعة مستعارة للإمارة، وتأنيثها غير حقيقي، فترك إلحاق التاء بها، وألحقت بئس نظرا إلى كون الإمارة حينئذ داهية دهياء. قال: وإنما أتى بالتاء في الفاطمة والمرضعة إشارة إلى تصوير تينك الحالتين المتجددتين في الإرضاع والفطام.