الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قال : وسألت مالكا عن الرجل يكاتب عبده على طعام ثم يصالحه السيد على دراهم يتعجلها منه قبل محل أجل الكتابة فقال : لا بأس به بين العبد وسيده ، وشككت في أن يكون قال لي : ولا خير فيه من غير العبد .

                                                                                                                                                                                      قال : وهو رأيي أنه لا خير فيه من غير العبد ، ومما يبين ذلك أن مالكا قال : ما كان لك على مكاتبك من كتابة من ذهب أو ورق أو عرض من العروض ، فلا بأس بأن تبيعه من المكاتب بعرض مخالف للذي لك عليه ، أو من صنف الذي لك عليه يعجل ذلك أو يؤخره ، ولم ير ذلك من الدين بالدين . [ ص: 456 ] قال ابن القاسم : وإن باعه من أجنبي لم يحل إلا أن يتعجله ويدخله ههنا الدين بالدين ، فإذا كان ههنا للأجنبي بيع الدين بالدين فهو في الطعام أيضا إذا باعه من أجنبي في مسألتك بيع الطعام قبل أن يستوفي جرير بن حازم عن أيوب السختياني يحدث عن نافع : أن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كاتبت عبدا لها على رقيق .

                                                                                                                                                                                      قال نافع : فأدركت أنا ثلاثة من الذين أدوا في كتابتهم . ابن وهب ، عن ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن ابن شهاب قال : أدركنا ناسا من صلحاء قريش يكاتبون العبد بالعبدين .

                                                                                                                                                                                      قال يزيد بن أبي حبيب : هذه سنة . ابن وهب ، عن مسلمة بن علي ، عن الأوزاعي حدثهم عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس قال في رجل كاتب عبده على ثلاثة وصفاء : إنه لا بأس بذلك .

                                                                                                                                                                                      قال الأوزاعي : وقال ابن شهاب مثله .

                                                                                                                                                                                      ابن وهب ، عن ابن لهيعة ، عن خالد بن عمران أنه سأل القاسم وسالما عن رجل كاتب عبدا له بخمسة وصفاء فقضى بعضهم وبقي عليه بعضهم فتوفي وله ولد ، قالا : إن ترك مالا قضوا عنه وهم أحرار .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية