الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4991 4992 ص: قال أبو جعفر -رحمه الله-: ففي هذا الحديث ذكر ما يجب في النفس خاصة، وقد روي عن أبي شريح الخزاعي ، عن النبي -عليه السلام- مثل ذلك.

                                                حدثنا محمد بن خزيمة ، قال: ثنا مسدد ، قال: ثنا يحيى، عن ابن أبي ذئب ، قال: حدثني سعيد المقبري ، قال: سمعت أبا شريح الكعبي يقول: قال رسول الله -عليه السلام- في خطبته يوم فتح مكة: "ألا إنكم معشر خزاعة قتلتم هذا القتيل من هذيل، ، وأنا عاقله، فمن قتل له بعد مقالتي قتيل، فأهله بين خيرتين: بين أن يأخذوا العقل، وبين أن يقتلوا".

                                                التالي السابق


                                                ش: أراد بهذا الحديث: هو الذي أخرجه عن محمد بن ميمون وأبي بكرة .

                                                قوله: "مثل ذلك" أي مثل ما روي عن أبي هريرة .

                                                وأخرجه بإسناد صحيح، عن محمد بن خزيمة ، عن مسدد شيخ البخاري وأبي داود عن يحيى بن سعيد القطان ، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي شريح الكعبي الخزاعي العدوي الصحابي قيل: اسمه خويلد بن عمرو، وقيل: عبد الرحمن بن عمرو، وقيل: هانئ بن عمرو، وقيل: كعب بن عمرو، وقيل: عمرو بن خويلد، والمشهور خويلد بن عمرو .

                                                [ ص: 220 ] وأخرجه أبو داود: عن مسدد ، عن يحيى ، عن ابن أبي ذئب ، عن سعيد بن أبي سعيد، قال: سمعت أبا شريح .... إلى آخره نحوه.

                                                قوله: "معشر خزاعة" خزاعة حي من الأزد، سموا بذلك; لأن الأزد لما خزعت عن مكة لتفترق في البلاد تخلفت عنهم خزاعة وأقامت بها.

                                                و"المعشر": واحد المعاشر وهم جماعة الناس.

                                                قوله: "وأنا عاقله" من العقل وهو الدية، وأصله أن القاتل كان إذا قتل قتيلا جمع الدية من الإبل فعقلها بفناء أولياء المقتول، أي شدها في عقلها ليسلمها إليهم ويقبضوها منه، فسميت الدية عقلا بالمصدر، يقال: عقل البعير يعقله عقلا، وجمعها عقول، وكان أصل الدية الإبل، ثم قومت بعد ذلك بالذهب والفضة والبقر والغنم وغيرها.

                                                والعاقلة: هم العصبة والأقارب من قبل الأب الذين يعطون دية قتيل الخطأ، وهي صفة جماعة عاقلة، وأصلها اسم فاعلة من العقل، وهي من الصفات الغالبة.




                                                الخدمات العلمية