الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4990 4991 ص: حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون البغدادي ، قال: ثنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي، قال: ثنا يحيى بن أبي كثير (ح).

                                                وحدثنا أبو بكرة، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا حرب بن شداد ، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سلمة، قال: حدثني أبو هريرة، قال: " لما فتح الله -عز وجل- على رسوله -عليه السلام- مكة -شرفها الله- قتلت هذيل رجلا من بني ليث بقتيل كان لهم في الجاهلية، فقام النبي -عليه السلام- فخطب وقال في خطبته: من قتل له قتيل فهو بخير النظرين، إما أن يقتل، وإما أن يودى". واللفظ لمحمد بن عبد الله.

                                                [ ص: 217 ] وقال أبو بكرة في حديثه: "قتلت خزاعة رجلا من بني ليث".

                                                التالي السابق


                                                ش: هذان طريقان صحيحان:

                                                الأول: عن محمد بن عبد الله بن ميمون البغدادي نزيل إسكندرية وشيخ أبي داود والنسائي ، عن الوليد بن مسلم الدمشقي ، عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير الطائي اليمامي ، عن أبي سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبي هريرة .

                                                وأخرجه البخاري: عن يحيى بن موسى ، عن الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، عن يحيى ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة نحوه.

                                                وأخرجه أيضا عن أبي نعيم، ثنا شيبان ، عن يحيى ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة: "أن خزاعة قتلوا رجلا".

                                                وقال عبد الله بن رجاء: حدثنا حرب بن شداد ، عن يحيى، نا أبو سلمة، نا أبو هريرة: "أنه عام فتح مكة قتلت خزاعة رجلا من بني ليث بقتيل لهم في الجاهلية، فقام رسول الله -عليه السلام- فقال: إن الله حبس عن مكة الفيل، وسلط عليهم رسوله والمؤمنين، ألا وإنها لم تحل لأحد قبلي، ولا تحل لأحد بعدي، ألا وإنما أحلت لي ساعة من نهار، ألا وإنها ساعتي هذه، حرام، لا يختلى شوكها، ولا يعضد شجرها، ولا يلتقط ساقطتها إلا منشد، ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين، إما أن يودى له، وإما أن يقاد. فقام رجل من اليمن يقال له: أبو شاة، فقال: اكتب لي يا رسول الله، فقال رسول الله -عليه السلام-: اكتبوا لأبي شاة، ثم قام رجل من قريش فقال: يا رسول الله، إلا الإذخر فإنما نجعله في بيوتنا وقبورنا، فقال رسول الله -عليه السلام-: إلا الإذخر".

                                                [ ص: 218 ] وأخرجه مسلم: عن زهير وعبيد الله بن سعيد ، عن الوليد ، عن الأوزاعي .

                                                وعن إسحاق بن منصور ، عن عبيد الله بن موسى ، عن شيبان، كلهم عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة، بهذا.

                                                وأخرجه أبو داود: عن أحمد بن حنبل ، عن الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير، به نحوه.

                                                وأخرجه الترمذي: عن محمود بن غيلان ويحيى بن موسى ، عن الأوزاعي به منقطعا.

                                                وقال: حسن صحيح.

                                                وأخرجه النسائي: عن عباس بن الوليد ، عن أبيه، عن الأوزاعي ، عن يحيى، به.

                                                وأخرجه ابن ماجه: عن دحيم ، عن الوليد ، عن الأوزاعي ، عن يحيى، به مختصرا.

                                                الطريق الثاني: عن أبي بكرة بكار القاضي ، عن أبي داود سليمان بن داود الطيالسي ، عن حرب بن شداد ، عن يحيى .... إلى آخره.

                                                وأخرجه البخاري من هذا الطريق أيضا.

                                                قوله: "لما فتح الله -عز وجل- على رسوله -عليه السلام- مكة" كان فتح مكة في سنة ثمان من الهجرة.

                                                [ ص: 219 ] قوله: "قتلت هذيل" وهي حي من مكة. وهو هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر .

                                                و"بنو ليث" أيضا قبيلة. وهو ليث بن بكر بن عبد مناف بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر .

                                                قوله: "بقتيل" أي بسبب قتيل كان لهم، ويجوز أن تكون الباء للمقابلة والعوض.

                                                قوله: "فهو بخير النظرين" أي بخير الأمرين، يعني: القصاص والدية، أيهما اختار كان له .

                                                قوله: "وإما أن يودى" من وديت القتيل أديه دية، إذا أعطيت ديته.




                                                الخدمات العلمية