الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            وغير يكون وصفا للنكرة تقول جاءني رجل غيرك وقوله تعالى { غير المغضوب عليهم } إنما وصف بها المعرفة لأنها أشبهت المعرفة بإضافتها إلى المعرفة فعوملت معاملتها ووصف بها المعرفة ومن هنا اجترأ بعضهم فأدخل عليها الألف واللام لأنها لما شابهت المعرفة بإضافتها إلى المعرفة جاز أن يدخلها ما يعاقب الإضافة وهو الألف واللام ولك أن تمنع الاستدلال وتقول الإضافة هنا ليست للتعريف بل للتخصيص والألف واللام لا تفيد تخصيصا فلا تعاقب إضافة التخصيص مثل سوى وحسب فإنه يضاف للتخصيص ولا تدخله الألف واللام وتكون غير أداة استثناء مثل إلا فتعرب بحسب العوامل فتقول ما قام غير زيد وما رأيت غير زيد قالوا وحكم غير إذا أوقعتها موقع إلا أن تعربها بالإعراب الذي يجب للاسم الواقع بعد إلا تقول أتاني القوم [ ص: 459 ] غير زيد بالنصب كما يقال أتاني القوم إلا زيدا بالنصب على الاستثناء وما جاءني القوم غير زيد بالرفع والنصب كما يقال ما جاءني القوم إلا زيد وإلا زيدا بالرفع على البدل والنصب على الاستثناء وما أشبهه .

                                                            وقال الجوهري : شهل وقضاعة وبعض بني أسد ينصبونه إذا كان بمعنى إلا سواء تم الكلام قبله أم لا قال أبو محمد مكي في إعراب القرآن وغير اسم مبهم وإنما أعرب للزومه الإضافة وقوله خذ هذا لا غير هو في الأصل مضاف والأصل لا غيره لكن لما قطع عن الإضافة بني على الضم مثل قبل وبعد ويكون غير بمعنى سوى نحو { هل من خالق غير الله } وتكون بمعنى لا وقولهم لا إله غير الله غير مرفوع لأنها خبر لا ويجوز نصبه على معنى لا إله إلا هو قال أبو عمرو إذا وقعت غير موقع إلا نصبت وهذا موافق لما حكاه الجوهري وغيرت الشيء تغييرا أزلته عما كان عليه فتغير هو والغيار لون معروف من ذلك .

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية