الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            ( ح ق ق ) : الحق خلاف الباطل وهو مصدر حق الشيء من بابي ضرب وقتل إذا وجب وثبت ولهذا يقال لمرافق الدار حقوقها وحقت القيامة تحق من باب قتل [ ص: 144 ] أحاطت بالخلائق فهي حاقة ومن هنا قيل حقت الحاجة إذا نزلت واشتدت فهي حاقة أيضا وحققت الأمر أحقه إذا تيقنته أو جعلته ثابتا لازما .

                                                            وفي لغة بني تميم أحققته بالألف وحققته بالتثقيل مبالغة وحقيقة الشيء منتهاه وأصله المشتمل عليه وفلان حقيق بكذا بمعنى خليق وهو مأخوذ من الحق الثابت وقولهم هو أحق بكذا يستعمل بمعنيين أحدهما اختصاصه بذلك من غير مشاركة نحو زيد أحق بماله أي لا حق لغيره فيه والثاني أن يكون أفعل التفضيل فيقتضي اشتراكه مع غيره وترجيحه على غيره كقولهم زيد أحسن وجها من فلان ومعناه ثبوت الحسن لهما وترجيحه للأول قاله الأزهري وغيره ومن هذا الباب { الأيم أحق بنفسها من وليها } فهما مشتركان ولكن حقها آكد واستحق فلان الأمر استوجبه قاله الفارابي وجماعة فالأمر مستحق بالفتح اسم مفعول ومنه قولهم خرج المبيع مستحقا وأحق الرجل بالألف قال حقا أو أظهره أو ادعاه فوجب له فهو محق .

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية