الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            ( ر ك ن ) : ركنت إلى زيد اعتمدت عليه وفيه لغات إحداها من باب تعب وعليه قوله تعالى { ولا تركنوا إلى الذين ظلموا } وركن ركونا من باب قعد قال الأزهري وليست بالفصيحة والثالثة ركن يركن بفتحتين وليست بالأصل بل من باب تداخل اللغتين لأن باب فعل يفعل بفتحتين يكون حلقي العين أو اللام وركن الشيء جانبه والجمع أركان مثل : قفل وأقفال فأركان الشيء أجزاء ماهيته والشروط ما توقف صحة الأركان عليها .

                                                            واعلم أن الغزالي جعل الفاعل ركنا في مواضع كالبيع والنكاح ولم يجعله ركنا في مواضع كالعبادات والفرق عسر ويمكن أن يقال الفرق أن الفاعل علة لفعله والعلة غير المعلول فالماهية معلولة فحيث كان الفاعل متحدا استقل بإيجاد الفعل كما في العبادات وأعطي حكم العلة العقلية ولم يجعل ركنا وحيث كان الفاعل متعددا لم يستقل كل واحد بإيجاد الفعل بل يفتقر إلى غيره لأن كل واحد من العاقدين غير عاقد [ ص: 238 ] بل العاقد اثنان فكل واحد من المتبايعين مثلا غير مستقل فبعد بهذا الاعتبار عن شبه العلة وأشبه جزء الماهية في افتقاره إلى ما يقومه فناسب أن يجعل ركنا والمركن بكسر الميم الإجانة وركانة بضم الراء والتخفيف اسم رجل من الصحابة وهو الذي صارعه النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية