إذا قالت حذام فصدقوها فإن القول ما قالت حذام
وقد قيل فيه هو العالم التحرير ذو الإتقان والتحرير والحجة لمن بعده والبرهان الذي يوقف عنده وتبعه على ذلك من عرف بالعدالة واشتهر بالضبط وصحة المقالة وهو السرقسطي واقتصر جماعة على قولهم أثنيت عليه بخير ولم ينفوا غيره ومن هذا اجترأ بعضهم فقال لا يستعمل إلا في الحسن وفيه نظر لأن تخصيص الشيء بالذكر لا يدل على نفيه عما عداه والزيادة من الثقة مقبولة ولو كان الثناء لا يستعمل إلا في الخير كان قول القائل أثنيت على زيد كافيا في المدح وكان قوله وله الثناء الحسن لا يفيد إلا التأكيد والتأسيس أولى فكان في قوله الحسن احتراز عن غير الحسن فإنه يستعمل في النوعين كما قال والخير في يديك والشر ليس إليك . وابن القطاعوفي الصحيحين { } الحديث وقد نقل النوعان في واقعتين تراخت إحداهما عن الأخرى من العدل الضابط عن العدل الضابط عن مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال عليه الصلاة والسلام وجبت ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا فقال عليه الصلاة والسلام وجبت وسئل عن قوله وجبت فقال هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار العرب الفصحاء عن أفصح العرب فكان أوثق من نقل أهل اللغة فإنهم قد يكتفون بالنقل عن واحد ولا يعرف حاله فإنه قد يعرض له ما يخرجه عن حيز الاعتدال من دهش وسكر وغير ذلك فإذا عرف حاله لم يحتج بقوله ويرجع قول من زعم أنه لا يستعمل في الشر إلى النفي وكأنه قال لم يسمع فلا يقال والإثبات أولى ولله در من قال
وإن الحق سلطان مطاع وما لخلافه أبدا سبيل
وفي لغة تميم ثنتان بغير همزة وصل ولا واحد له من لفظه والتاء فيه للتأنيث ثم سمي اليوم به فقيل يوم الاثنين ولا يثنى ولا يجمع فإن أردت جمعه [ ص: 87 ] قدرت أنه مفرد وجمعته على أثانين وقال وقالوا في جمع الاثنين أثناء وكأنه جمع المفرد تقديرا مثل : سبب وأسباب وقيل أصله ثني وزان حمل ولهذا يقال ثنتان والوجه أن يكون اختلاف لغة لا اختلاف اصطلاح وإذا عاد عليه ضمير جاز فيه وجهان أوضحهما الإفراد على معنى اليوم يقال مضى يوم الاثنين بما فيه والثاني اعتبار اللفظ فيقال بما فيهما وأثناء الشيء تضاعيفه وجاءوا في أثناء الأمر أي : في خلاله تقدير الواحد ثنى أو ثني كما تقدم . أبو علي الفارسي