الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            والمسك طيب معروف وهو معرب والعرب تسميه المشموم وهو عندهم أفضل الطيب ولهذا ورد { لخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك } ترغيبا في إبقاء أثر الصوم قال الفراء المسك مذكر وقال غيره يذكر ويؤنث فيقال هو المسك وهي المسك وأنشد أبو عبيدة على التأنيث قول الشاعر

                                                            والمسك والعنبر خير طيب أخذتا بالثمن الرغيب

                                                            .

                                                            وقال السجستاني : من أنث المسك جعله جمعا فيكون تأنيثه بمنزلة تأنيث الذهب والعسل قال وواحدته مسكة مثل ذهب وذهبة قال ابن السكيت وأصله مسك بكسرتين قال رؤبة

                                                            إن تشف نفسي من ذبابات الحسك     أحر بها أطيب من ريح المسك

                                                            وهكذا رواه ثعلب عن ابن الأعرابي .

                                                            وقال ابن الأنباري : قال السجستاني أصله السكون والكسر في البيت اضطرار لإقامة الوزن وكان الأصمعي ينشد البيت بفتح السين ويقول هو جمع مسكة مثل خرقة وخرق وقربة وقرب ويؤيد قول السجستاني أنه لا يوجد فعل بكسرتين إلا إبل وما ذكر معه فتكون الكسرة لإقامة الوزن كما قال

                                                            علمنا إخواننا بنو عجل

                                                            والأصل هنا السكون باتفاق أو تكون الكسرة حركة الكاف نقلت إلى السين لأجل الوقف وذلك سائغ .

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية