وفي اصطلاح النحاة هو اسم لما تركب من مسند ومسند إليه وليس هو عبارة عن فعل المتكلم وربما جعل كذلك نحو عجبت من كلامك زيدا فقول الرافعي الكلام ينقسم إلى مفيد وغير مفيد لم يرد الكلام في اصطلاح النحاة فإنه لا يكون إلا مفيدا عندهم وإنما أراد اللفظ وقد حكى بعض المصنفين أن الكلام يطلق على المفيد وغير المفيد قال ولهذا يقال هذا كلام لا يفيد وهذا غير معروف وتأويله ظاهر وقوله عليه الصلاة والسلام { } الأمانة هنا قوله تعالى { اتقوا الله في النساء فإنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان } والكلمة إذنه في النكاح وتكلم كلاما حسنا وبكلام حسن والكلام في الحقيقة هو المعنى القائم بالنفس لأنه يقال في نفسي كلام .
وقال تعالى { يقولون في أنفسهم } قال الآمدي وجماعة وليس المراد من إطلاق لفظ الكلام إلا المعنى القائم بالنفس وهو ما يجده الإنسان من نفسه إذا أمر غيره أو نهاه أو أخبره أو استخبر منه وهذه المعاني هي التي يدل عليها بالعبارات وينبه عليها بالإشارات كقوله
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا
ومن جعله حقيقة في اللسان فإطلاق اصطلاحي ولا مشاحة في الاصطلاح وتكالم الرجلان كلم كل واحد الآخر وكالمته جاوبته وكلمته كلما [ ص: 540 ] من باب قتل جرحته ومن باب ضرب لغة ثم أطلق المصدر على الجرح وجمع على كلوم وكلام مثل بحر وبحور وبحار والتثقيل مبالغة ورجل كليم والجمع كلمى مثل جريح وجرحى .