قال: وقد قال قائلون من
المعتزلة والجهمية والحرورية: إن معنى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرحمن على العرش استوى [طه 5] أنه استولى وملك وقهر، وأن الله في كل مكان، وجحدوا أن يكون الله على عرشه، كما قال أهل الحق، فذهبوا في الاستواء إلى الاستيلاء، ولو كان هذا كما قالوه كان فرق بين العرش والأرض السابعة
[ ص: 333 ] السفلى؛ لأن الله تعالى قادر على كل شيء.
ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=13711أبو الحسن الأشعري: باب
nindex.php?page=treesubj&link=29717_29718_29714الكلام في الوجه والعينين والبصر، قال الله تبارك وتعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=88كل شيء هالك إلا وجهه [القصص 88] .
وقال سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=27ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام [الرحمن 27] فأخبر سبحانه أن له وجها لا يفنى ولا يلحقه الهلاك، وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=14تجري بأعيننا [القمر 14] فأخبر عن العينين ولله تعالى ذكره عين ووجه، كما قال: لا يحد ولا يكيف، وقال سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=48واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا [الطور 48] .
وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=39ولتصنع على عيني [طه 39] .
وقال الله
[ ص: 334 ] تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=134وكان الله سميعا بصيرا [النساء 134] .
وقال تعالى لموسى وهارون:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46إنني معكما أسمع وأرى [طه 46] فأخبر عن سمعه ورؤيته وبصره.
قال: ونفت
الجهمية أن يكون له وجه كما قال، وأبطلوا أن يكون له سمع وبصر، ووافقوا النصارى؛ لأن النصارى لم تثبت لله سمعا ولا بصرا إلا على معنى أنه عالم، وكذلك قالت
الجهمية.
قَالَ: وَقَدْ قَالَ قَائِلُونَ مِنَ
الْمُعْتَزِلَةِ وَالْجَهْمِيَّةِ وَالْحَرُورِيَّةِ: إِنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طَهَ 5] أَنَّهُ اسْتَوْلَى وَمَلَكَ وَقَهَرَ، وَأَنَّ اللَّهَ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَجَحَدُوا أَنْ يَكُونَ اللَّهُ عَلَى عَرْشِهِ، كَمَا قَالَ أَهْلُ الْحَقِّ، فَذَهَبُوا فِي الِاسْتِوَاءِ إِلَى الِاسْتِيلَاءِ، وَلَوْ كَانَ هَذَا كَمَا قَالُوهُ كَانَ فَرَّقَ بَيْنَ الْعَرْشِ وَالْأَرْضِ السَّابِعَةِ
[ ص: 333 ] السُّفْلَى؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.
ثُمَّ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13711أَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيُّ: بَابُ
nindex.php?page=treesubj&link=29717_29718_29714الْكَلَامِ فِي الْوَجْهِ وَالْعَيْنَيْنِ وَالْبَصَرِ، قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=88كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ [الْقَصَصُ 88] .
وَقَالَ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=27وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرَّحْمَنُ 27] فَأَخْبَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّ لَهُ وَجْهًا لَا يَفْنَى وَلَا يَلْحَقُهُ الْهَلَاكُ، وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=14تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا [الْقَمَرُ 14] فَأَخْبَرَ عَنِ الْعَيْنَيْنِ وَلِلَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ عَيْنٌ وَوَجْهٌ، كَمَا قَالَ: لَا يُحَدُّ وَلَا يُكَيَّفُ، وَقَالَ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=48وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا [الطُّورُ 48] .
وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=39وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي [طَهَ 39] .
وَقَالَ اللَّهُ
[ ص: 334 ] تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=134وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا [النِّسَاءُ 134] .
وَقَالَ تَعَالَى لِمُوسَى وَهَارُونَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [طَهَ 46] فَأَخْبَرَ عَنْ سَمْعِهِ وَرُؤْيَتِهِ وَبَصَرِهِ.
قَالَ: وَنَفَتِ
الْجَهْمِيَّةُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَجْهٌ كَمَا قَالَ، وَأَبْطَلُوا أَنْ يَكُونَ لَهُ سَمْعٌ وَبَصَرٌ، وَوَافَقُوا النَّصَارَى؛ لِأَنَّ النَّصَارَى لَمْ تُثْبِتْ لِلَّهِ سَمْعًا وَلَا بَصَرًا إِلَّا عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ عَالِمٌ، وَكَذَلِكَ قَالَتِ
الْجَهْمِيَّةُ.