قلت: هذا نظير الحديث المأثور:
nindex.php?page=hadith&LINKID=104447«من أخلص لله أربعين صباحا تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه» وهو معروف من مراسيل
nindex.php?page=showalam&ids=17134مكحول، وقد ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل وغيره، وقد روي
[ ص: 507 ] متصلا بإسناد فيه مقال.
قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35لا شرقية ولا غربية قال: فمثله كمثل الشجرة التفت بها الشجر فهي خضراء ناعمة، لا تصيبها الشمس على أي حال كانت، لا إذا طلعت ولا إذا غربت. قال: فكذلك هو
nindex.php?page=treesubj&link=30202_32233المؤمن قد أخبر أنه يصيبه شيء من الفتن، وقد ابتلي بها فيثبته الله تعالى فيها، وهو بين أربع خلال: إن أعطي شكر، وإن ابتلي صبر، وإن قال صدق، وإن حكم عدل. فهو في سائر الناس كالرجل الحي يمشي في قبور الأموات. قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35نور على نور فهو يتقلب في خمسة من النور: فكلامه نور، وعمله نور، ومدخله نور، ومخرجه نور، ومصيره إلى النور يوم القيامة إلى الجنة. ثم ضرب مثل الكافر فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب [النور: 39]. قال: فكذلك الكافر يوم القيامة، وهو يحسب أن له عند الله خيرا فلا يجده، فيدخله الله النار، قال: وضرب الله تعالى مثلا آخر للكافر،
[ ص: 508 ] فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب [النور: 40]. قال: هو يتقلب في خمس من الظلمة: فكلامه ظلمة، وعمله ظلمة، ومدخله ظلمة، ومخرجه ظلمة، ومصيره إلى الظلمات إلى النار.
وهذا قد رواه عامة من صنف في التفسير، كما رواه ابن أبي حاتم، وروي أيضا عن السدي:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35فيها مصباح قال: المصباح النور والإيمان والقرآن. قال: والزجاجة هي القلب، والمشكاة هي الصدر، فكما دخل هذا المصباح في الزجاجة فأضاء، فكذلك أضاء القلب فأضاء البيت، فكذلك نزل النور في الصدر فأضاء به الجوف كله، فلم يدخله حرام
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35نور على نور قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي: نور النار ونور الزيت حيث اجتمعا أضاءا، ولا يضيء واحد بغير صاحبه، فكذلك نور القرآن ونور الإيمان حين اجتمعا، فلا يكون واحد منهما إلا بصاحبه، وفي كلام طائفة من السلف أن النور نور القرآن، وفي كلام
[ ص: 509 ] طائفة أخرى أنه نور الإيمان، والنور يعمهما جميعا، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=52وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا [الشورى: 52]. كما أن في كلام طائفة من السلف أنهم جعلوا هذا مثلا للنبي صلى الله عليه وسلم، وفي كلام الأكثرين أنه مثل لكل مؤمن، والجميع صحيح،
فمحمد صلى الله عليه وسلم سيدهم وإمامهم، وما فيه من وصف الشجرة بأنها بين الشجر هي قول طائفة، وطائفة أخرى قالوا: بل هي في الصحراء لا تزال الشمس عليها، وهو أصفى الزيت، وقيل: بل هي متوسطة تطلع عليها وقت الطلوع والغروب، وبسط هذا له موضع آخر.
قُلْتُ: هَذَا نَظِيرُ الْحَدِيثِ الْمَأْثُورِ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=104447«مَنْ أَخْلَصَ لِلَّهِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا تَفَجَّرَتْ يَنَابِيعُ الْحِكْمَةِ مِنْ قَلْبِهِ عَلَى لِسَانِهِ» وَهُوَ مَعْرُوفٌ مِنْ مَرَاسِيلِ
nindex.php?page=showalam&ids=17134مَكْحُولٍ، وَقَدْ ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ، وَقَدْ رُوِيَ
[ ص: 507 ] مُتَّصِلًا بِإِسْنَادٍ فِيهِ مَقَالٌ.
قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ قَالَ: فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الشَّجَرَةِ الْتَفَّتْ بِهَا الشَّجَرُ فَهِيَ خَضْرَاءُ نَاعِمَةٌ، لَا تُصِيبُهَا الشَّمْسُ عَلَى أَيِّ حَالٍ كَانَتْ، لَا إِذَا طَلَعَتْ وَلَا إِذَا غَرَبَتْ. قَالَ: فَكَذَلِكَ هُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=30202_32233الْمُؤْمِنُ قَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ يُصِيبُهُ شَيْءٌ مِنَ الْفِتَنِ، وَقَدِ ابْتُلِيَ بِهَا فَيُثَبِّتُهُ اللَّهُ تَعَالَى فِيهَا، وَهُوَ بَيْنَ أَرْبَعِ خِلَالٍ: إِنْ أُعْطِيَ شَكَرَ، وَإِنِ ابْتُلِيَ صَبَرَ، وَإِنْ قَالَ صَدَقَ، وَإِنْ حَكَمَ عَدَلَ. فَهُوَ فِي سَائِرِ النَّاسِ كَالرَّجُلِ الْحَيِّ يَمْشِي فِي قُبُورِ الْأَمْوَاتِ. قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35نُورٌ عَلَى نُورٌ فَهُوَ يَتَقَلَّبُ فِي خَمْسَةٍ مِنَ النُّورِ: فَكَلَامُهُ نُورٌ، وَعَمَلُهُ نُورٌ، وَمَدْخَلُهُ نُورٌ، وَمَخْرَجُهُ نُورٌ، وَمَصِيرُهُ إِلَى النُّورِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى الْجَنَّةِ. ثُمَّ ضَرَبَ مِثْلَ الْكَافِرِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ [النُّورُ: 39]. قَالَ: فَكَذَلِكَ الْكَافِرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهُوَ يَحْسَبُ أَنَّ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرًا فَلَا يَجِدُهُ، فَيُدْخِلُهُ اللَّهُ النَّارَ، قَالَ: وَضَرَبَ اللَّهُ تَعَالَى مَثَلًا آخَرَ لِلْكَافِرِ،
[ ص: 508 ] فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ [النُّورُ: 40]. قَالَ: هُوَ يَتَقَلَّبُ فِي خَمْسٍ مِنَ الظُّلْمَةِ: فَكَلَامُهُ ظُلْمَةٌ، وَعَمَلُهُ ظُلْمَةٌ، وَمَدْخَلُهُ ظُلْمَةٌ، وَمَخْرَجُهُ ظُلْمَةٌ، وَمَصِيرُهُ إِلَى الظُّلُمَاتِ إِلَى النَّارِ.
وَهَذَا قَدْ رَوَاهُ عَامَّةُ مَنْ صَنَّفَ فِي التَّفْسِيرِ، كَمَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَرُوِيَ أَيْضًا عَنِ السُّدِّيِّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35فِيهَا مِصْبَاحٌ قَالَ: الْمِصْبَاحُ النُّورُ وَالْإِيمَانُ وَالْقُرْآنُ. قَالَ: وَالزُّجَاجَةُ هِيَ الْقَلْبُ، وَالْمِشْكَاةُ هِيَ الصَّدْرُ، فَكَمَا دَخَلَ هَذَا الْمِصْبَاحُ فِي الزُّجَاجَةِ فَأَضَاءَ، فَكَذَلِكَ أَضَاءَ الْقَلْبُ فَأَضَاءَ الْبَيْتُ، فَكَذَلِكَ نَزَلَ النُّورُ فِي الصَّدْرِ فَأَضَاءَ بِهِ الْجَوْفُ كُلُّهُ، فَلَمْ يَدْخُلْهُ حَرَامٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35نُورٌ عَلَى نُورٌ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ: نُورُ النَّارِ وَنُورُ الزَّيْتِ حَيْثُ اجْتَمَعَا أَضَاءَا، وَلَا يُضِيءُ وَاحِدٌ بِغَيْرِ صَاحِبِهِ، فَكَذَلِكَ نُورُ الْقُرْآنِ وَنُورُ الْإِيمَانِ حِينَ اجْتَمَعَا، فَلَا يَكُونُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا إِلَّا بِصَاحِبِهِ، وَفِي كَلَامِ طَائِفَةٍ مِنَ السَّلَفِ أَنَّ النُّورَ نُورُ الْقُرْآنِ، وَفِي كَلَامِ
[ ص: 509 ] طَائِفَةٍ أُخْرَى أَنَّهُ نُورُ الْإِيمَانِ، وَالنُّورُ يَعُمُّهُمَا جَمِيعًا، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=52وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا [الشُّورَى: 52]. كَمَا أَنَّ فِي كَلَامِ طَائِفَةٍ مِنَ السَّلَفِ أَنَّهُمْ جَعَلُوا هَذَا مَثَلًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي كَلَامِ الْأَكْثَرِينَ أَنَّهُ مَثَلٌ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ، وَالْجَمِيعُ صَحِيحٌ،
فَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيِّدُهُمْ وَإِمَامُهُمْ، وَمَا فِيهِ مِنْ وَصْفِ الشَّجَرَةِ بِأَنَّهَا بَيْنَ الشَّجَرِ هِيَ قَوْلُ طَائِفَةٍ، وَطَائِفَةٌ أُخْرَى قَالُوا: بَلْ هِيَ فِي الصَّحْرَاءِ لَا تَزَالُ الشَّمْسُ عَلَيْهَا، وَهُوَ أَصْفَى الزَّيْتِ، وَقِيلَ: بَلْ هِيَ مُتَوَسِّطَةٌ تَطْلُعُ عَلَيْهَا وَقْتَ الطُّلُوعِ وَالْغُرُوبِ، وَبَسْطُ هَذَا لَهُ مَوْضِعٌ آخَرُ.