فصل
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13711«أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري» في كتابه المشهور «الإبانة» بعد الخطبة: «فصل في إبانة قول أهل الزيغ والبدعة، أما بعد: فإن كثيرا من الزائغين عن الحق، من
المعتزلة وأهل القدر، مالت بهم أهواؤهم إلى تقليد رؤسائهم، ومن مضى من أسلافهم، فتأولوا القرآن على آرائهم، تأويلا لم ينزل الله به سلطانا، ولا أقام به برهانا، ولا نقلوه عن رسول رب العالمين، ولا عن السلف المتقدمين، وخالفوا روايات الصحابة رضي الله عنهم، عن نبي الله صلى الله عليه وسلم، في رؤية الله بالأبصار، وقد جاءت في ذلك الروايات من الجهات المختلفات، تواترت بها الآثار،
[ ص: 104 ] وتتابعت بها الأخبار، وأنكروا شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم للمذنبين، ودفعوا الروايات في ذلك عن السلف المتقدمين، وجحدوا عذاب القبر، وأن الكفار في قبورهم يعذبون، وقد أجمع على ذلك الصحابة والتابعون، ودانوا بخلق القرآن، نظيرا لقول إخوانهم من المشركين الذين قالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=25إن هذا إلا قول البشر [المدثر: 25] فزعموا أن القرآن كقول البشر، وأثبتوا أن العباد يخلقون الشر، نظيرا لقول
المجوس الذين أثبتوا خالقين: أحدهما يخلق الخير والآخر يخلق الشر،
nindex.php?page=treesubj&link=28789_30239وزعمت القدرية أن الله عز وجل يخلق الخير، والشيطان يخلق الشر، وزعموا أن الله يشاء ما لا يكون، ويكون ما لا يشاء، خلافا لما أجمع عليه المسلمون، من أن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وردا لقوله عز وجل
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=29وما تشاءون إلا أن يشاء الله [التكوير: 29] فأخبر أنا لا نشاء شيئا إلا وقد شاء الله أن نشاءه، ولقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=253ولو شاء الله ما اقتتلوا [البقرة: 253] ولقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=13ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها [السجدة: 13] ولقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=16فعال لما يريد [البروج: 16] ولقوله تعالى مخبرا عن نبيه
«شعيب» أنه قال:
[ ص: 105 ] nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما [الأعراف: 89] ولهذا سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=treesubj&link=28789_30239مجوس هذه الأمة، لأنهم دانوا بديانة المجوس، وضاهوا أقاويلهم، وزعموا أن للخير والشر خالقين، كما زعمت المجوس ذلك، وأنه يكون من الشرور ما لا يشاء الله، كما قالت
المجوس، وزعموا أنهم يملكون الضر والنفع لأنفسهم دون الله، ردا لقول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=188قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله [الأعراف: 188] وإعراضا عن القرآن، وعما أجمع عليه أهل الإسلام، وزعموا أنهم ينفردون بالقدرة على أعمالهم دون ربهم، فأثبتوا لأنفسهم الغنى عن الله، ووصفوا أنفسهم بالقدرة على ما لم يصفوا الله بالقدرة عليه، كما أثبت المجوس للشيطان من القدرة على الشر ما لم يثبتوه لله تعالى. فكانوا مجوس هذه الأمة، إذ دانوا بديانة المجوس، وتمسكوا بأقاويلهم، ومالوا إلى أضاليلهم، وقنطوا الناس من رحمة الله تعالى، وأيسوهم من روحه، وحكموا على العصاة بالنار والخلود فيها، خلافا لقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=116ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء [النساء: 116] .
وزعموا أن من دخل النار
[ ص: 106 ] لا يخرج منها، خلافا لما جاءت به الرواية، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=657278«إن الله ليخرج قوما بعد أن امتحشوا فيها وصاروا حمما». ودفعوا أن يكون لله وجه، مع قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=27ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام [الرحمن: 27] وأنكروا أن يكون لله يدان، مع قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=75لما خلقت بيدي [ص: 75] وأنكروا أن يكون له عينان، مع قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=14تجري بأعيننا [القمر: 14] ولقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=39ولتصنع على عيني ] [طه: 39] وأنكروا أن يكون لله علم، مع قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=166أنزله بعلمه [النساء: 166] وأنكروا أن يكون لله قوة، مع قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=58ذو القوة المتين [الذاريات: 58]،
[ ص: 107 ] nindex.php?page=treesubj&link=28713_28712_28731ونفوا ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=696992«أن الله عز وجل ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا» ، وغير ذلك مما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك جميع أهل البدع; من
الجهمية والمرجئة والحرورية، وأهل الزيغ فيما ابتدعوا خالفوا الكتاب والسنة، وما كان عليه صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأجمعت عليه الأمة، كفعل
المعتزلة والقدرية، وأنا أذكر ذلك بابا بابا وشيئا شيئا إن شاء الله وبه المعونة» ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=13711«الأشعري»: «فصل في إبانة قول أهل الحق والسنة.
فإن قال لنا قائل: قد أنكرتم قول
المعتزلة، والقدرية والجهمية، والحرورية والرافضة والمرجئة، فعرفونا قولكم الذي [به] تقولون، وديانتكم التي بها تدينون، قيل له:
[ ص: 108 ] nindex.php?page=treesubj&link=29614_29613قولنا الذي نقول به، وديانتنا التي ندين بها، التمسك بكتاب ربنا عز وجل، وبسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل -نضر الله وجهه، ورفع درجته، وأجزل مثوبته- قائلون، ولما خالف قوله مخالفون; لأنه الإمام الفاضل، والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق، ودفع به الضلال، وأوضح به المنهاج، وقمع به بدع المبتدعين، وزيغ الزائغين، وشك الشاكين، فرحمة الله عليه من إمام مقدم، وجليل معظم، وكبير مفهم، وعلى جميع أئمة المسلمين، وجملة قولنا: إنا نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله، وبما جاؤوا به من عند الله، وبما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا نرد من ذلك شيئا، وأن الله عز وجل إله واحد لا إله إلا هو، فرد صمد، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق، وأن الجنة حق، والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور،
[ ص: 109 ] وأن الله مستو على عرشه، كما قال عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرحمن على العرش استوى [طه: 5] وأن له وجها، كما قال
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=27ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام [الرحمن: 27] وأن له يدين، بلا كيف، كما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=75خلقت بيدي [ص: 75] وكما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64بل يداه مبسوطتان [المائدة: 64] وأن له عينين بلا كيف، كما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=14تجري بأعيننا [القمر: 14] وأن من زعم أن أسماء الله غيره كان ضالا، وأن لله علما، كما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=166أنزله بعلمه [النساء: 166] وكما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=47وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه [فصلت: 47]
nindex.php?page=treesubj&link=28713_29718_29717ونثبت لله السمع والبصر، ولا ننفي ذلك كما نفته المعتزلة والجهمية والخوارج، ونثبت لله قوة، كما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=15أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة [فصلت: 15] ونقول: إن
nindex.php?page=treesubj&link=29453كلام الله غير مخلوق، وأنه لم يخلق شيئا إلا وقد قال له: كن فيكون كما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=40إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون [النحل: 40] وأنه لا يكون في الأرض شيء من خير أو شر إلا ما شاء الله، وأن الأشياء تكون بمشيئة الله عز وجل، وأن أحدا لا يستطيع شيئا قبل أن
[ ص: 110 ] يفعله ولا يستغني عن الله، ولا يقدر على الخروج من علم الله، وأنه لا خالق إلا الله، وأن أعمال العباد مخلوقة لله، ومقدرة، كما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=96خلقكم وما تعملون [الصافات: 96] وأن العباد لا يقدرون يخلقون شيئا، وهم يخلقون، كما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=3هل من خالق غير الله [فاطر: 3] وكما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=20لا يخلقون شيئا وهم يخلقون [النحل: 20] وكما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=17أفمن يخلق كمن لا يخلق [النحل: 17] وكما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=35أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون [الطور: 35] وهذا في كتاب الله كثير، وأن الله وفق المؤمنين لطاعته، ولطف بهم، ونظر لهم، وأصلحهم وهداهم، وأضل الكافرين ولم يهدهم، ولم يلطف بهم بالإيمان، كما زعم أهل الزيغ والطغيان، ولو لطف بهم وأصلحهم لكانوا صالحين، ولو هداهم لكانوا مهتدين، كما قال تبارك وتعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=178من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون [ ص: 111 ] [الأعراف: 178] وأن الله يقدر أن يصلح الكافرين، ويلطف بهم، حتى يكونوا مؤمنين، ولكنه أراد أن يكونوا كافرين كما علم، وخذلهم وطبع على قلوبهم، وأن الخير والشر بقضاء الله وقدره، وأن نؤمن بقضاء الله وقدره خيره وشره، وحلوه ومره، ونعلم أن ما أخطأنا لم يكن ليصيبنا، وما أصابنا لم يكن ليخطئنا، وأن العباد لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا إلا بالله كما قال عز وجل، ونلجئ أمورنا إلى الله، ونثبت الحاجة والفقر في كل وقت إليه.
ونقول: إن كلام الله غير مخلوق، وأن
nindex.php?page=treesubj&link=20445_29453من قال بخلق القرآن فهو كافر، وندين بأن الله يرى في الآخرة بالأبصار، كما يرى القمر ليلة البدر، يراه المؤمنون، كما جاءت الروايات عن النبي صلى الله عليه وسلم، ونقول: إن الكافرين محجوبون عنه، إذا رآه المؤمنون في الجنة، كما قال عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=15كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون [ ص: 112 ] [المطففين: 15] وأن
موسى عليه السلام سأل الله عز وجل الرؤية في الدنيا، وأن الله سبحانه وتعالى تجلى للجبل فجعله دكا، فأعلم بذلك
موسى أنه لا يراه في الدنيا، وندين بأن
nindex.php?page=treesubj&link=29644لا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب يرتكبه، كالزنا والسرقة وشرب الخمور، كما دانت بذلك الخوارج، وزعمت أنهم كافرون، ونقول:
nindex.php?page=treesubj&link=29644إن من عمل كبيرة من هذه الكبائر، مثل الزنا والسرقة، وما أشبههما، مستحلا لها غير معتقد لتحريمها، كان كافرا، ونقول: إن الإسلام أوسع من الإيمان، وليس كل إسلام إيمان، وندين الله عز وجل بأنه يقلب القلوب، وأن القلوب بين أصبعين من أصابع الله عز وجل، وأنه عز وجل يضع السموات على إصبع، والأرضين على إصبع، كما جاءت الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وندين بأن لا ننزل أحدا من أهل التوحيد، والمتمسكين بالإيمان، جنة ولا نارا، إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، ونرجو الجنة للمذنبين، ونخاف عليهم أن يكونوا بالنار معذبين، ونقول:
nindex.php?page=treesubj&link=30373_30444إن الله عز وجل يخرج قوما من النار بعد أن امتحشوا، بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تصديقا لما [ ص: 113 ] جاءت به الروايات، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونؤمن بعذاب القبر وبالحوض، وبأن الميزان حق والصراط حق، والبعث بعد الموت حق، وأن الله عز وجل يوقف العباد، في الموقف، ويحاسب المؤمنين، وأن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، ونسلم للروايات الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي رواها الثقات، عدلا عن عدل، حتى تنتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وندين بحب السلف، الذين اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، ونثني عليهم، بما أثنى الله به عليهم، ونتولاهم أجمعين، ونقول إن الإمام الفاضل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق رضوان الله عليه، وأن الله أعز به الدين، وأظهره على المرتدين، وقدمه المسلمون بالإمامة، كما قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة، وسموه بأجمعهم خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان رضي الله عنه، وأن الذين قاتلوه، قاتلوه ظلما وعدوانا، ثم
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فهؤلاء الأئمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلافتهم خلافة النبوة، ونشهد بالجنة للعشرة، الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
[ ص: 114 ] ونتولى سائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ونكف عما شجر بينهم، وندين الله بأن الأئمة الأربعة خلفاء راشدون مهديون، فضلاء لا يوازيهم في الفضل غيرهم،
nindex.php?page=treesubj&link=28732_28731_29613ونصدق بجميع الروايات التي يثبتها أهل النقل، من النزول إلى السماء الدنيا، وأن الرب عز وجل يقول: هل من سائل؟ هل من مستغفر؟ وسائر ما نقلوه وأثبتوه، خلافا لما قال أهل الزيغ والتضليل. ونعول فيما اختلفنا فيه على كتاب ربنا، وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين، وما كان في معناه، ولا نبتدع في دين الله ما لم يأذن لنا، ولا نقول على الله ما لا نعلم، ونقول: إن الله عز وجل يجيء يوم القيامة، كما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=22وجاء ربك والملك صفا صفا [الفجر: 22] وأن الله عز وجل يقرب من عباده كيف شاء، كما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=16ونحن أقرب إليه من حبل الوريد [ق: 16] وكما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8ثم دنا فتدلى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=9فكان قاب قوسين أو أدنى [النجم: 8-9] ومن ديننا أن نصلي الجمعة والأعياد وسائر الصلوات، خلف كل بر وغيره، وكما روي أن
nindex.php?page=showalam&ids=12«عبد الله بن عمر» كان يصلي
[ ص: 115 ] خلف
الحجاج» وأن
nindex.php?page=treesubj&link=479المسح على الخفين سنة، في الحضر والسفر، خلافا لقول من أنكر ذلك.
ونرى الدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح والإقرار بإمامتهم، وتضليل من رأى الخروج عليهم، إذا ظهر منهم ترك الاستقامة، وندين بإنكار الخروج بالسيف، وترك القتال في الفتنة، ونقر بخروج الدجال، كما جاءت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونؤمن بعذاب القبر، ومنكر ونكير، ومساءلتهما المدفونين في قبورهم، ونصدق بحديث المعراج، ونصحح كثيرا من الرؤيا في المنام، ونقر أن لذلك تفسيرا،
nindex.php?page=treesubj&link=27018_27019ونرى الصدقة عن موتى المسلمين، والدعاء لهم، ونؤمن بأن الله ينفعهم بذلك، ونصدق بأن في الدنيا سحرة وسحرا، وأن السحر كائن موجود في الدنيا، وندين بالصلاة على من مات من أهل القبلة، برهم وفاجرهم، وموارثتهم، ونقر أن الجنة والنار مخلوقتان، وأن من مات
[ ص: 116 ] وقتل فبأجله مات وقتل; وأن الأرزاق من قبل الله عز وجل، يرزقها عباده حلالا وحراما، وأن
nindex.php?page=treesubj&link=28798_30480الشيطان يوسوس للإنسان، ويشككه ويتخبطه، خلافا لقول المعتزلة والجهمية، كما قال الله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس [البقرة: 275] وكما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=114&ayano=4من شر الوسواس الخناس nindex.php?page=tafseer&surano=114&ayano=5الذي يوسوس في صدور الناس nindex.php?page=tafseer&surano=114&ayano=6من الجنة والناس [الناس: 4-6].
ونقول: إن الصالحين يجوز أن يخصهم الله عز وجل بآيات يظهرها عليهم: وقولنا في
nindex.php?page=treesubj&link=27939أطفال المشركين: «إن الله يؤجج لهم في الآخرة نارا، ثم يقول لهم: اقتحموها» كما جاءت بذلك الرواية، وندين الله بأنه يعلم ما العباد عاملون، وإلى ما هم
[ ص: 117 ] صائرون، وما كان وما يكون، وما لا يكون أن لو كان كيف كان يكون، وبطاعة الأئمة ونصيحة المسلمين، ونرى مفارقة كل داعية إلى بدعة، ومجانبة أهل الأهواء، وسنحتج لما ذكرنا من قولنا، وما بقي منه، مما لم نذكره بابا بابا، وشيئا شيئا».
فَصْلٌ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13711«أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَشْعَرِيُّ» فِي كِتَابِهِ الْمَشْهُورِ «الْإِبَانَةِ» بَعْدَ الْخُطْبَةِ: «فَصْلٌ فِي إِبَانَةِ قَوْلِ أَهْلِ الزَّيْغِ وَالْبِدْعَةِ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الزَّائِغِينَ عَنِ الْحَقِّ، مِنَ
الْمُعْتَزِلَةِ وَأَهْلِ الْقَدَرِ، مَالَتْ بِهِمْ أَهْوَاؤُهُمْ إِلَى تَقْلِيدِ رُؤَسَائِهِمْ، وَمَنْ مَضَى مِنْ أَسْلَافِهِمْ، فَتَأَوَّلُوا الْقُرْآنَ عَلَى آرَائِهِمْ، تَأْوِيلًا لَمْ يُنْزِلِ اللَّهُ بِهِ سُلْطَانًا، وَلَا أَقَامَ بِهِ بُرْهَانًا، وَلَا نَقَلُوهُ عَنْ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَلَا عَنِ السَّلَفِ الْمُتَقَدِّمِينَ، وَخَالَفُوا رِوَايَاتِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي رُؤْيَةِ اللَّهِ بِالْأَبْصَارِ، وَقَدْ جَاءَتْ فِي ذَلِكَ الرِّوَايَاتُ مِنَ الْجِهَاتِ الْمُخْتَلِفَاتِ، تَوَاتَرَتْ بِهَا الْآثَارُ،
[ ص: 104 ] وَتَتَابَعَتْ بِهَا الْأَخْبَارُ، وَأَنْكَرُوا شَفَاعَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُذْنِبِينَ، وَدَفَعُوا الرِّوَايَاتِ فِي ذَلِكَ عَنِ السَّلَفِ الْمُتَقَدِّمِينَ، وَجَحَدُوا عَذَابَ الْقَبْرِ، وَأَنَّ الْكُفَّارَ فِي قُبُورِهِمْ يُعَذَّبُونَ، وَقَدْ أَجْمَعَ عَلَى ذَلِكَ الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ، وَدَانُوا بِخَلْقِ الْقُرْآنِ، نَظِيرًا لِقَوْلِ إِخْوَانِهِمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ قَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=25إِنْ هَذَا إِلا قَوْلُ الْبَشَرِ [الْمُدَّثِّرُ: 25] فَزَعَمُوا أَنَّ الْقُرْآنَ كَقَوْلِ الْبَشَرِ، وَأَثْبَتُوا أَنَّ الْعِبَادَ يَخْلُقُونَ الشَّرَّ، نَظِيرًا لِقَوْلِ
الْمَجُوسِ الَّذِينَ أَثْبَتُوا خَالِقَيْنِ: أَحَدُهُمَا يَخْلُقُ الْخَيْرَ وَالْآخَرُ يَخْلُقُ الشَّرَّ،
nindex.php?page=treesubj&link=28789_30239وَزَعَمَتِ الْقَدَرِيَّةُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَخْلُقُ الْخَيْرَ، وَالشَّيْطَانُ يَخْلُقُ الشَّرَّ، وَزَعَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَشَاءُ مَا لَا يَكُونُ، وَيَكُونُ مَا لَا يَشَاءُ، خِلَافًا لِمَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ، مِنْ أَنَّ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، وَرَدًّا لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=29وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [التَّكْوِيرُ: 29] فَأَخْبَرَ أَنَّا لَا نَشَاءُ شَيْئًا إِلَّا وَقَدْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ نَشَاءَهُ، وَلِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=253وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا [الْبَقَرَةُ: 253] وَلِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=13وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا [السَّجْدَةُ: 13] وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=16فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ [الْبُرُوجُ: 16] وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ نَبِيِّهِ
«شُعَيْبٍ» أَنَّهُ قَالَ:
[ ص: 105 ] nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا [الْأَعْرَافُ: 89] وَلِهَذَا سَمَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=treesubj&link=28789_30239مَجُوسَ هَذِهِ الْأُمَّةِ، لِأَنَّهُمْ دَانُوا بِدِيَانَةِ الْمَجُوسِ، وَضَاهَوْا أَقَاوِيلَهُمْ، وَزَعَمُوا أَنَّ لِلْخَيْرِ وَالشَّرِّ خَالِقَيْنِ، كَمَا زَعَمَتِ الْمَجُوسُ ذَلِكَ، وَأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الشُّرُورِ مَا لَا يَشَاءُ اللَّهُ، كَمَا قَالَتِ
الْمَجُوسُ، وَزَعَمُوا أَنَّهُمْ يَمْلِكُونَ الضُّرَّ وَالنَّفْعَ لِأَنْفُسِهِمْ دُونَ اللَّهِ، رَدًّا لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=188قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ [الْأَعْرَافُ: 188] وَإِعْرَاضًا عَنِ الْقُرْآنِ، وَعَمَّا أَجْمَعَ عَلَيْهِ أَهْلُ الْإِسْلَامِ، وَزَعَمُوا أَنَّهُمْ يَنْفَرِدُونَ بِالْقُدْرَةِ عَلَى أَعْمَالِهِمْ دُونَ رَبِّهِمْ، فَأَثْبَتُوا لِأَنْفُسِهِمُ الْغِنَى عَنِ اللَّهِ، وَوَصَفُوا أَنْفُسَهُمْ بِالْقُدْرَةِ عَلَى مَا لَمْ يَصْفُوا اللَّهَ بِالْقُدْرَةِ عَلَيْهِ، كَمَا أَثْبَتَ الْمَجُوسُ لِلشَّيْطَانِ مِنَ الْقُدْرَةِ عَلَى الشَّرِّ مَا لَمْ يُثْبِتُوهُ لِلَّهِ تَعَالَى. فَكَانُوا مَجُوسَ هَذِهِ الْأُمَّةِ، إِذْ دَانُوا بِدِيَانَةِ الْمَجُوسِ، وَتَمَسَّكُوا بِأَقَاوِيلِهِمْ، وَمَالُوا إِلَى أَضَالِيلِهِمْ، وَقَنَّطُوا النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَأَيَّسُوهُمْ مِنْ رَوْحِهِ، وَحَكَمُوا عَلَى الْعُصَاةِ بِالنَّارِ وَالْخُلُودِ فِيهَا، خِلَافًا لِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=116وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النِّسَاءُ: 116] .
وَزَعَمُوا أَنَّ مَنْ دَخَلَ النَّارَ
[ ص: 106 ] لَا يَخْرُجُ مِنْهَا، خِلَافًا لِمَا جَاءَتْ بِهِ الرِّوَايَةُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=657278«إِنَّ اللَّهَ لَيُخْرِجُ قَوْمًا بَعْدَ أَنِ امْتُحِشُوا فِيهَا وَصَارُوا حُمَمًا». وَدَفَعُوا أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ وَجْهٌ، مَعَ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=27وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرَّحْمَنُ: 27] وَأَنْكَرُوا أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ يَدَانِ، مَعَ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=75لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ [ص: 75] وَأَنْكَرُوا أَنْ يَكُونَ لَهُ عَيْنَانِ، مَعَ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=14تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا [الْقَمَرُ: 14] وَلِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=39وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ] [طه: 39] وَأَنْكَرُوا أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ عِلْمٌ، مَعَ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=166أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ [النِّسَاءُ: 166] وَأَنْكَرُوا أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ قُوَّةٌ، مَعَ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=58ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [الذَّارِيَاتُ: 58]،
[ ص: 107 ] nindex.php?page=treesubj&link=28713_28712_28731وَنَفَوْا مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: nindex.php?page=hadith&LINKID=696992«أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا» ، وَغَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا رَوَاهُ الثِّقَاتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَذَلِكَ جَمِيعُ أَهْلِ الْبِدَعِ; مِنَ
الْجَهْمِيَّةِ وَالْمُرْجِئَةِ وَالْحَرُورِيَّةِ، وَأَهْلِ الزَّيْغِ فِيمَا ابْتَدَعُوا خَالَفُوا الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ، وَمَا كَانَ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ، وَأَجْمَعَتْ عَلَيْهِ الْأُمَّةُ، كَفِعْلِ
الْمُعْتَزِلَةِ وَالْقَدَرِيَّةِ، وَأَنَا أَذْكُرُ ذَلِكَ بَابًا بَابًا وَشَيْئًا شَيْئًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَبِهِ الْمَعُونَةُ» ثُمَّ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13711«الْأَشْعَرِيُّ»: «فَصْلٌ فِي إِبَانَةِ قَوْلِ أَهْلِ الْحَقِّ وَالسُّنَّةِ.
فَإِنْ قَالَ لَنَا قَائِلٌ: قَدْ أَنْكَرْتُمْ قَوْلَ
الْمُعْتَزِلَةِ، وَالْقَدَرِيَّةِ والْجَهْمِيَّةِ، وَالْحَرُورِيَّةِ وَالرَّافِضَةِ وَالْمُرْجِئَةِ، فَعَرِّفُونَا قَوْلَكُمُ الَّذِي [بِهِ] تَقُولُونَ، وَدِيَانَتَكُمُ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ، قِيلَ لَهُ:
[ ص: 108 ] nindex.php?page=treesubj&link=29614_29613قَوْلُنَا الَّذِي نَقُولُ بِهِ، وَدِيَانَتُنَا الَّتِي نَدِينُ بِهَا، التَّمَسُّكُ بِكِتَابِ رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا رُوِيَ عَنِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَأَئِمَّةِ الْحَدِيثِ، وَنَحْنُ بِذَلِكَ مُعْتَصِمُونَ، وَبِمَا كَانَ يَقُولُ بِهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ -نَضَّرَ اللَّهُ وَجْهَهُ، وَرَفَعَ دَرَجَتَهُ، وَأَجْزَلَ مَثُوبَتَهُ- قَائِلُونَ، وَلِمَا خَالَفَ قَوْلَهُ مُخَالِفُونَ; لِأَنَّهُ الْإِمَامُ الْفَاضِلُ، وَالرَّئِيسُ الْكَامِلُ الَّذِي أَبَانَ اللَّهُ بِهِ الْحَقَّ، وَدَفَعَ بِهِ الضَّلَالَ، وَأَوْضَحَ بِهِ الْمِنْهَاجَ، وَقَمَعَ بِهِ بِدَعَ الْمُبْتَدِعِينَ، وَزَيْغَ الزَّائِغِينَ، وَشَكَّ الشَّاكِّينَ، فَرَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ مِنْ إِمَامٍ مُقَدَّمٍ، وَجَلِيلٍ مُعَظَّمٍ، وَكَبِيرٍ مُفَهَّمٍ، وَعَلَى جَمِيعِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَجُمْلَةُ قَوْلِنَا: إِنَّا نُقِرُّ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، وَبِمَا جَاؤُوا بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَبِمَا رَوَاهُ الثِّقَاتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا نَرُدُّ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، وَأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، فَرْدٌ صَمَدٌ، لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَالنَّارَ حَقٌّ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا، وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ،
[ ص: 109 ] وَأَنَّ اللَّهَ مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ، كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه: 5] وَأَنَّ لَهُ وَجْهًا، كَمَا قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=27وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرَّحْمَنُ: 27] وَأَنَّ لَهُ يَدَيْنِ، بِلَا كَيْفٍ، كَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=75خَلَقْتُ بِيَدَيَّ [ص: 75] وَكَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ [الْمَائِدَةُ: 64] وَأَنَّ لَهُ عَيْنَيْنِ بِلَا كَيْفٍ، كَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=14تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا [الْقَمَرُ: 14] وَأَنَّ مَنْ زَعَمَ أَنَّ أَسْمَاءَ اللَّهِ غَيْرُهُ كَانَ ضَالًّا، وَأَنَّ لِلَّهِ عِلْمًا، كَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=166أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ [النِّسَاءُ: 166] وَكَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=47وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلا بِعِلْمِهِ [فُصِّلَتْ: 47]
nindex.php?page=treesubj&link=28713_29718_29717وَنَثْبُتُ لِلَّهِ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ، وَلَا نَنْفِي ذَلِكَ كَمَا نَفَتْهُ الْمُعْتَزِلَةُ والْجَهْمِيَّةُ وَالْخَوَارِجُ، وَنُثْبِتُ لِلَّهِ قُوَّةً، كَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=15أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً [فُصِّلَتْ: 15] وَنَقُولُ: إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29453كَلَامَ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَأَنَّهُ لَمْ يَخْلُقْ شَيْئًا إِلَّا وَقَدْ قَالَ لَهُ: كُنْ فَيَكُونُ كَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=40إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [النَّحْلُ: 40] وَأَنَّهُ لَا يَكُونُ فِي الْأَرْضِ شَيْءٌ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ، وَأَنَّ الْأَشْيَاءَ تَكُونُ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنَّ أَحَدًا لَا يَسْتَطِيعُ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ
[ ص: 110 ] يَفْعَلَهُ وَلَا يَسْتَغْنِي عَنِ اللَّهِ، وَلَا يَقْدِرُ عَلَى الْخُرُوجِ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ، وَأَنَّهُ لَا خَالِقَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ أَعْمَالَ الْعِبَادِ مَخْلُوقَةٌ لِلَّهِ، وَمُقَدَّرَةٌ، كَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=96خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ [الصَّافَّاتُ: 96] وَأَنَّ الْعِبَادَ لَا يَقْدِرُونَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا، وَهُمْ يُخْلَقُونَ، كَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=3هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ [فَاطِرٌ: 3] وَكَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=20لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يَخْلُقُونَ [النَّحْلُ: 20] وَكَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=17أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ [النَّحْلُ: 17] وَكَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=35أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ [الطُّورُ: 35] وَهَذَا فِي كِتَابِ اللَّهِ كَثِيرٌ، وَأَنَّ اللَّهَ وَفَّقَ الْمُؤْمِنِينَ لِطَاعَتِهِ، وَلَطَفَ بِهِمْ، وَنَظَرَ لَهُمْ، وَأَصْلَحَهُمْ وَهَدَاهُمْ، وَأَضَلَّ الْكَافِرِينَ وَلَمْ يَهْدِهِمْ، وَلَمْ يَلْطُفْ بِهِمْ بِالْإِيمَانِ، كَمَا زَعَمَ أَهْلُ الزَّيْغِ وَالطُّغْيَانِ، وَلَوْ لَطَفَ بِهِمْ وَأَصْلَحَهُمْ لَكَانُوا صَالِحِينَ، وَلَوْ هَدَاهُمْ لَكَانُوا مُهْتَدِينَ، كَمَا قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=178مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ [ ص: 111 ] [الْأَعْرَافُ: 178] وَأَنَّ اللَّهَ يَقْدِرُ أَنْ يُصْلِحَ الْكَافِرِينَ، وَيَلْطُفَ بِهِمْ، حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ، وَلَكِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَكُونُوا كَافِرِينَ كَمَا عَلِمَ، وَخَذَلَهُمْ وَطَبَعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَنَّ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ بِقَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَرَهُ، وَأَنْ نُؤْمِنَ بِقَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، وَحُلْوِهِ وَمُرِّهِ، وَنَعْلَمَ أَنَّ مَا أَخْطَأْنَا لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَنَا، وَمَا أَصَابَنَا لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَنَا، وَأَنَّ الْعِبَادَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا بِاللَّهِ كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ، وَنُلْجِئُ أُمُورَنَا إِلَى اللَّهِ، وَنُثْبِتُ الْحَاجَةَ وَالْفَقْرَ فِي كُلِّ وَقْتٍ إِلَيْهِ.
وَنَقُولُ: إِنَّ كَلَامَ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=20445_29453مَنْ قَالَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ فَهُوَ كَافِرٌ، وَنَدِينُ بِأَنَّ اللَّهَ يُرَى فِي الْآخِرَةِ بِالْأَبْصَارِ، كَمَا يُرَى الْقَمَرُ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، يَرَاهُ الْمُؤْمِنُونَ، كَمَا جَاءَتِ الرِّوَايَاتُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَقُولُ: إِنَّ الْكَافِرِينَ مَحْجُوبُونَ عَنْهُ، إِذَا رَآهُ الْمُؤْمِنُونَ فِي الْجَنَّةِ، كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=15كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ [ ص: 112 ] [الْمُطَفِّفِينَ: 15] وَأَنَّ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ سَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ الرُّؤْيَةَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى تَجَلَّى لِلْجَبَلِ فَجَعَلَهُ دَكًّا، فَأُعْلِمَ بِذَلِكَ
مُوسَى أَنَّهُ لَا يَرَاهُ فِي الدُّنْيَا، وَنَدِينُ بِأَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=29644لَا نُكَفِّرَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ بِذَنْبٍ يَرْتَكِبُهُ، كَالزِّنَا وَالسَّرِقَةِ وَشُرْبِ الْخُمُورِ، كَمَا دَانَتْ بِذَلِكَ الْخَوَارِجُ، وَزَعَمَتْ أَنَّهُمْ كَافِرُونَ، وَنَقُولُ:
nindex.php?page=treesubj&link=29644إِنَّ مَنْ عَمِلَ كَبِيرَةً مِنْ هَذِهِ الْكَبَائِرِ، مِثْلَ الزِّنَا وَالسَّرِقَةِ، وَمَا أَشْبَهَهُمَا، مُسْتَحِلًّا لَهَا غَيْرَ مُعْتَقِدٍ لِتَحْرِيمِهَا، كَانَ كَافِرًا، وَنَقُولُ: إِنَّ الْإِسْلَامَ أَوْسَعُ مِنَ الْإِيمَانِ، وَلَيْسَ كُلَّ إِسْلَامٍ إِيمَانٌ، وَنَدِينُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِأَنَّهُ يُقَلِّبُ الْقُلُوبَ، وَأَنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَضَعُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْأَرْضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، كَمَا جَاءَتِ الرِّوَايَةُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَدِينُ بِأَنْ لَا نُنْزِلَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ، وَالْمُتَمَسِّكِينَ بِالْإِيمَانِ، جَنَّةً وَلَا نَارًا، إِلَّا مَنْ شَهِدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجَنَّةِ، وَنَرْجُو الْجَنَّةَ لِلْمُذْنِبِينَ، وَنَخَافُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَكُونُوا بِالنَّارِ مُعَذَّبِينَ، وَنَقُولُ:
nindex.php?page=treesubj&link=30373_30444إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُخْرِجُ قَوْمًا مِنَ النَّارِ بَعْدَ أَنِ امْتُحِشُوا، بِشَفَاعَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَصْدِيقًا لِمَا [ ص: 113 ] جَاءَتْ بِهِ الرِّوَايَاتُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنُؤْمِنُ بِعَذَابِ الْقَبْرِ وَبِالْحَوْضِ، وَبِأَنَّ الْمِيزَانَ حُقٌّ وَالصِّرَاطَ حَقٌّ، وَالْبَعْثَ بَعْدَ الْمَوْتِ حَقٌّ، وَأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُوقِفُ الْعِبَادَ، فِي الْمَوْقِفِ، وَيُحَاسِبُ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، وَنُسَلِّمُ لِلرِّوَايَاتِ الصَّحِيحَةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الَّتِي رَوَاهَا الثِّقَاتُ، عَدْلًا عَنْ عَدْلٍ، حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَدِينُ بِحُبِّ السَّلَفِ، الَّذِينَ اخْتَارَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنُثْنِي عَلَيْهِمْ، بِمَا أَثْنَى اللَّهُ بِهِ عَلَيْهِمْ، وَنَتَوَلَّاهُمْ أَجْمَعِينَ، وَنَقُولُ إِنَّ الْإِمَامَ الْفَاضِلَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَأَنَّ اللَّهَ أَعَزَّ بِهِ الدِّينَ، وَأَظْهَرَهُ عَلَى الْمُرْتَدِّينَ، وَقَدَّمَهُ الْمُسْلِمُونَ بِالْإِمَامَةِ، كَمَا قَدَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلصَّلَاةِ، وَسَمَّوْهُ بِأَجْمَعِهِمْ خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَنَّ الَّذِينَ قَاتَلُوهُ، قَاتَلُوهُ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا، ثُمَّ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَهَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخِلَافَتُهُمْ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ، وَنَشْهَدُ بِالْجَنَّةِ لِلْعَشَرَةِ، الَّذِينَ شَهِدَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
[ ص: 114 ] وَنَتَوَلَّى سَائِرَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَكُفُّ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُمْ، وَنَدِينُ اللَّهَ بِأَنَّ الْأَئِمَّةَ الْأَرْبَعَةَ خُلَفَاءُ رَاشِدُونَ مَهْدِيُّونَ، فُضَلَاءُ لَا يُوَازِيهِمْ فِي الْفَضْلِ غَيْرُهُمْ،
nindex.php?page=treesubj&link=28732_28731_29613وَنُصَدِّقُ بِجَمِيعِ الرِّوَايَاتِ الَّتِي يُثْبِتُهَا أَهْلُ النَّقْلِ، مِنَ النُّزُولِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَأَنَّ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ وَسَائِرِ مَا نَقَلُوهُ وَأَثْبَتُوهُ، خِلَافًا لِمَا قَالَ أَهْلُ الزَّيْغِ وَالتَّضْلِيلِ. وَنُعَوِّلُ فِيمَا اخْتَلَفْنَا فِيهِ عَلَى كِتَابِ رَبِّنَا، وَسُنَّةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ، وَمَا كَانَ فِي مَعْنَاهُ، وَلَا نَبْتَدِعُ فِي دِينِ اللَّهِ مَا لَمْ يَأْذَنْ لَنَا، وَلَا نَقُولُ عَلَى اللَّهِ مَا لَا نَعْلَمُ، وَنَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=22وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا [الْفَجْرُ: 22] وَأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْرُبُ مِنْ عِبَادِهِ كَيْفَ شَاءَ، كَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=16وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [ق: 16] وَكَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=9فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى [النَّجْمُ: 8-9] وَمِنْ دِينِنَا أَنْ نُصَلِّيَ الْجُمُعَةَ وَالْأَعْيَادَ وَسَائِرَ الصَّلَوَاتِ، خَلْفَ كُلِّ بَرٍّ وَغَيْرِهِ، وَكَمَا رُوِيَ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=12«عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ» كَانَ يُصَلِّي
[ ص: 115 ] خَلْفَ
الْحَجَّاجِ» وَأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=479الْمَسْحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ سُنَّةٌ، فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، خِلَافًا لِقَوْلِ مَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ.
وَنَرَى الدُّعَاءَ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ بِالصَّلَاحِ وَالْإِقْرَارَ بِإِمَامَتِهِمْ، وَتَضْلِيلَ مَنْ رَأَى الْخُرُوجَ عَلَيْهِمْ، إِذَا ظَهَرَ مِنْهُمْ تَرْكُ الِاسْتِقَامَةِ، وَنَدِينُ بِإِنْكَارِ الْخُرُوجِ بِالسَّيْفِ، وَتَرْكِ الْقِتَالِ فِي الْفِتْنَةِ، وَنُقِرُّ بِخُرُوجِ الدَّجَّالِ، كَمَا جَاءَتْ بِهِ الرِّوَايَةُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنُؤْمِنُ بِعَذَابِ الْقَبْرِ، وَمُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ، وَمُسَاءَلَتِهِمَا الْمَدْفُونِينَ فِي قُبُورِهِمْ، وَنُصَدِّقُ بِحَدِيثِ الْمِعْرَاجِ، وَنُصَحِّحُ كَثِيرًا مِنَ الرُّؤْيَا فِي الْمَنَامِ، وَنُقِرُّ أَنَّ لِذَلِكَ تَفْسِيرًا،
nindex.php?page=treesubj&link=27018_27019وَنَرَى الصَّدَقَةَ عَنْ مَوْتَى الْمُسْلِمِينَ، وَالدُّعَاءَ لَهُمْ، وَنُؤْمِنُ بِأَنَّ اللَّهَ يَنْفَعُهُمْ بِذَلِكَ، وَنُصَدِّقُ بِأَنَّ فِي الدُّنْيَا سَحَرَةً وَسِحْرًا، وَأَنَّ السِّحْرَ كَائِنٌ مَوْجُودٌ فِي الدُّنْيَا، وَنَدِينُ بِالصَّلَاةِ عَلَى مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ، بَرِّهِمْ وَفَاجِرِهِمْ، وَمُوَارَثَتِهِمْ، وَنُقِرُّ أَنَّ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ مَخْلُوقَتَانِ، وَأَنَّ مَنْ مَاتَ
[ ص: 116 ] وَقُتِلَ فَبِأَجَلِهِ مَاتَ وَقُتِلَ; وَأَنَّ الْأَرْزَاقَ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَرْزُقُهَا عِبَادَهُ حَلَالًا وَحَرَامًا، وَأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28798_30480الشَّيْطَانَ يُوَسْوِسُ لِلْإِنْسَانِ، وَيُشَكِّكُهُ وَيَتَخَبَّطُهُ، خِلَافًا لِقَوْلِ الْمُعْتَزِلَةِ والْجَهْمِيَّةِ، كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ [الْبَقَرَةُ: 275] وَكَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=114&ayano=4مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ nindex.php?page=tafseer&surano=114&ayano=5الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ nindex.php?page=tafseer&surano=114&ayano=6مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ [النَّاسُ: 4-6].
وَنَقُولُ: إِنَّ الصَّالِحِينَ يَجُوزُ أَنْ يَخُصَّهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِآيَاتٍ يُظْهِرُهَا عَلَيْهِمْ: وَقَوْلُنَا فِي
nindex.php?page=treesubj&link=27939أَطْفَالِ الْمُشْرِكِينَ: «إِنَّ اللَّهَ يُؤَجِّجُ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ نَارًا، ثُمَّ يَقُولُ لَهُمُ: اقْتَحِمُوهَا» كَمَا جَاءَتْ بِذَلِكَ الرِّوَايَةُ، وَنَدِينُ اللَّهَ بِأَنَّهُ يَعْلَمُ مَا الْعِبَادُ عَامِلُونَ، وَإِلَى مَا هُمْ
[ ص: 117 ] صَائِرُونَ، وَمَا كَانَ وَمَا يَكُونُ، وَمَا لَا يَكُونُ أَنْ لَوْ كَانَ كَيْفَ كَانَ يَكُونُ، وَبِطَاعَةِ الْأَئِمَّةِ وَنَصِيحَةِ الْمُسْلِمِينَ، وَنَرَى مُفَارَقَةَ كُلِّ دَاعِيَةٍ إِلَى بِدْعَةٍ، وَمُجَانَبَةَ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ، وَسَنَحْتَجُّ لِمَا ذَكَرْنَا مِنْ قَوْلِنَا، وَمَا بَقِيَ مِنْهُ، مِمَّا لَمْ نَذْكُرُهُ بَابًا بَابًا، وَشَيْئًا شيئًا».