وقد كما قد يقال في قوله: يقال: من يثبت ذلك من الصفات يحتاج إلى استنباط [يثبت] ذلك بأن يقول: الجنب الجانب والناحية وهو الجهة: أي على ما فرطت في جهة الله وجانبه وناحيته، كما تقول: أعيش في جنب الله وجانبه وجهته، وكما يقال: أعرضت عن جانبي وجنبي وجهتي، ويميل على جوانبه، ثم يقولون: وهذا إنما يقال لما له جانب هو حده ونهايته فيدل بطريق الاستلزام على أن له جنبا هو حده ونهايته، فأينما تولوا فثم وجه [البقرة: 115] إنه وإن كان المراد قبلة الله كما قال مجاهد وغيرهما: لأن الذي [ ص: 471 ] بالمكان الذي يتولاه أي يستقبله إنما هو نفس تضمن الجهة والمكان لا شيء من الله تعالى؛ لكن كونه أضيف إلى الله فقيل: وجه الله، أي جهة الله وقبلة الله فإنه يدل على أن له وجها كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المصلي إذا قام يصلي فإن الله قبل وجهه، وأنه يستقبل الله بوجهه. والشافعي
والغرض هنا أن المثبتة للصفة من هذا النص يستنبطونه بطريق آخر غير ظاهر النص، وليس الغرض تقرير طريقهم.