الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7768 - ما آتاك الله من هذا المال من غير مسألة ولا إشراف فخذه ، فتموله أو تصدق به ، وما لا فلا تتبعه نفسك (ن) عن عمر. (صح)

التالي السابق


(ما آتاك الله من هذا المال) أشار إلى جنس المال أو إلى مال الصدقة ، قال الطيبي: والظاهر أنه أجرة عمل عمله في سعي الصدقة كما ينبئ عنه سياق حديث ابن الساعدي (من غير مسألة ولا إشراف) أي تطلع إليه وتعرض له ولا طمع فيه (فخذه) أي اقبله (فتموله) اتخذه مالا ، يعني اقبله وأدخله في ملكك ومالك (أو تصدق به ، وما لا) أي وما لا يأتيك بلا طلب منك (فلا تتبعه) أي لا تجعل (نفسك) تابعة له ، أي لا توصل المشقة إلى نفسك في طلبه ، بل اتركه ولا تعلق أملك به ، وهذا قاله لعمر لما أعطاه عطاء فقال له: أعطه لمن هو أحوج مني ، فأمره أن لا يعترض على الحال فيريد خلاف ما يراد به ، ويختار على ما يختار له ، وإن كان ذلك في طلب الخير ، فالواجب على المتأدب بآداب الله أن يأتمر بأمر الله ، ولا يتخير على الله ورسوله ما لم يؤمر به ، قال ابن جرير: وعمم ما آتاه الله من المال من جميع وجوهه ، فشمل عطاء السلطان وغيره ، ما لم يتحقق كونه حراما ، وفيه منقبة عظيمة لعمر وبيان زهده ، وأن للإمام إعطاء غير الأحوج ، وأن أخذ المال بلا سؤال خير من تركه ، وأن رد عطاء الصالحين ليس من آداب الدين (ن عن ابن عمر) .



الخدمات العلمية