وقال عطاء : إن تمضمض ثم أفرغ ما فيه من الماء لا يضيره إن لم يزدرد ريقه وماذا بقي في فيه .

التالي السابق

الشرح

هَذَا التَّعْلِيقُ وَصَلَهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْهُ ، وَقَدْ مَضَى الْكَلَامُ فِيهِ عَنْ قَرِيبٍ عِنْدَ قَوْلِهِ وَقَالَ عَطَاءٌ وَقَتَادَةُ يَبْتَلِعُ رِيقَهُ ، قَوْلُهُ : " لَا يَضِيرُهُ " مِنْ ضَارَهُ يُضِيرُهُ ضَيْرًا بِمَعْنَى ضُرِّهِ وَهُوَ رِوَايَةُ الْمُسْتَمْلِي ، وَفِي رِوَايَةِ غَيْرِهِ لَا يَضُرُّهُ مِنْ ضَرَّهُ بِالتَّشْدِيدِ ، قَوْلُهُ : " إِنْ لَمْ يَزْدَرِدْ " أَيْ لَمْ يَبْلَعْ رِيقَهُ ، قَوْلُهُ : " وَمَاذَا بَقِيَ فِي فِيهِ " أَيْ فِي فَمِهِ ، وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ وَقَعَتْ حَالًا ، وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ فِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ : " وَمَا بَقِيَ فِي فِيهِ " فَكَلِمَةُ مَا عَلَى رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ مَوْصُولَةٌ وَعَلَى رِوَايَةِ : " مَاذَا بَقِيَ فِي فِيهِ " اسْتِفْهَامِيَّةٌ كَأَنَّهُ قَالَ : وَأَيُّ شَيْءٍ يَبْقَى فِي فِيهِ بَعْدَ أَنْ يَمُجَّ الْمَاءَ إِلَّا أَثَرُ الْمَاءِ ، فَإِذَا بَلَعَ رِيقَهُ لَا يَضُرُّهُ ، وَفِي نُسْخَةِ صَاحِبِ التَّلْوِيحِ بِخَطِّهِ : لَا يُضِيرُهُ لِأَنَّهُ لَمْ يَزْدَرِدْ رِيقَهُ أَيْ يَبْلَعُ رِيقَهُ .

هذا التعليق وصله سعيد بن منصور ، عن ابن المبارك ، عن ابن جريج عنه ، وقد مضى الكلام فيه عن قريب عند قوله وقال عطاء وقتادة يبتلع ريقه ، قوله : " لا يضيره " من ضاره يضيره ضيرا بمعنى ضره وهو رواية المستملي ، وفي رواية غيره لا يضره من ضره بالتشديد ، قوله : " إن لم يزدرد " أي لم يبلع ريقه ، قوله : " وماذا بقي في فيه " أي في فمه ، وهذه الجملة وقعت حالا ، وقد ذكرنا أن في رواية البخاري : " وما بقي في فيه " فكلمة ما على رواية البخاري موصولة وعلى رواية : " ماذا بقي في فيه " استفهامية كأنه قال : وأي شيء يبقى في فيه بعد أن يمج الماء إلا أثر الماء ، فإذا بلع ريقه لا يضره ، وفي نسخة صاحب التلويح بخطه : لا يضيره لأنه لم يزدرد ريقه أي يبلع ريقه .