الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت الرجل يقذف امرأته وقد كانت زنت وحدت فقال : إني رأيتها تزني ؟ فقال : إذا قذفها برؤية ولم يقذفها بالزنا الذي حدت فيه لاعن .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن أكذب نفسه وقد قذفها برؤية ولم يقذفها بالزنا الذي حدت به أتضربه لها الحد أم لا في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا حد عليه وعليه العقوبة قلت : فإن قذفها زوجها وقد غصبت نفسها أتلتعن ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم ، وقال غيره : إن كان قذفه إياها برؤية سوى الذي اغتصبت فيه فإنه يلتعن ، ثم يقال لها : ادرئي عن نفسك ما أحق عليك بالتعانه ، وخذي مخرجك الذي جعله الله لك بأن تشهدي أربع شهادات بالله وتخمسي بالغضب فإن لم يقذفها وإنما غصبت ثم استمرت حاملا فنفاه لم يسقط نسب الولد إلا باللعان ، فإن التعن دفع الولد ; لأنه قد يمكن أن يكون من وطء الفاسق ولم يكن عليها أن تلتعن للشبهة التي دخلت لها بالاغتصاب ، لأنها تقول : أنا ممن قد تبين لكم أنه إن لم يكن منه فقد كان من الغاصب .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية