الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : والقسم الثاني : أن يبطش بأحدهما ولا يبطش بالأخرى ، فالباطشة هي اليد وفيها القود أو الدية ، وغير الباطشة هي الزائدة لا قود فيها ولا دية ، وفيها حكومة ، [ ص: 283 ] وسواء كانت الباطشة في استواء الذراع أو منحرفة عنه ، لأننا نستدل على الأصل بمنافعه كما نستدل على الخنثى المشكل ببوله ، فإن قطعت الزائدة فصارت الباطشة غير باطشة لزم ديتها كاملة مع حكومة الزائدة ، ويقوم ذهاب بطشها مقام الشلل ، ولو قطعت الباطشة فحكم فيها بالقود أو كمال الدية ثم صارت غير الباطشة باطشة وجب فيها كمال الدية إن قطعت ، لأنها يد باطشة ، ويجيء في رد ما أخذه من الأول من كمال الدية وجهان مخرجان من اختلاف قوليه في المثغور إذا أخذ دية سنه فعادت :

                                                                                                                                            أحدهما : لا يرد من كمال ديتها شيئا وتكون هذه قوة أحدثها الله تعالى به .

                                                                                                                                            والثاني : يرد ما زاد على قدر حكومتها من كمال الدية ، لأن البطش قد انتقل إلى الباقية فلم يسلبه الأول بطشه وبقاء البطش يمنع من كمال الدية .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية