( بلى ) جواب لقولهم : ( ليس علينا في الأميين سبيل ) وهذا مناقض لدعواهم ، والمعنى : بلى عليهم في الأميين سبيل ، وقد تقدم القول في : بلى ، في قوله ( بلى من كسب سيئة ) فأغنى عن إعادته هنا .
( من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين ) أخبر تعالى بأن من أوفى بالعهد ، واتقى الله في نقضه فهو محبوب عند الله . وقال : اتقى هنا معناه اتقى الشرك ، وهذه الجملة مقررة للجملة المحذوفة بعد بلى ، ومن : يحتمل أن تكون موصولة ، والأظهر أنها شرطية ، وأوفى : لغة ابن عباس الحجاز ، و " وفى " خفيفة : لغة نجد . و " وفى " مشددة : لغة أيضا . وتقدم ذكر هذه اللغات . والظاهر في : " بعهده " ، أن الضمير عائد على : من . وقيل : يعود على الله تعالى ، ويدخل في الوفاء بالعهد ، العهد الأعظم من ما أخذ عليهم في كتابهم من الإيمان برسول الله - صلى الله عليه وسلم - سواء أضيف العهد إلى : من ، أو : إلى الله ، والشرائط للجملة الخبرية ، أو الجزائية بمن هو العموم الذي في المتقين ، أو ما قبله ، فرد من أفراده ، ويحتمل أن يكون الخبر محذوفا لدلالة المعنى عليه ، التقدير : يحبه الله ، ثم قال ( فإن الله يحب المتقين ) وأتى بلفظ : المتقين ، عاما تشريفا للتقوى وحضا عليها .