( ولا يحيطون بشيء من علمه ) الإحاطة تقتضي الحفوف بالشيء من جميع جهاته ، والاشتمال عليه ، والعلم هنا المعلوم ؛ لأن علم الله الذي هو صفة ذاته لا يتبعض ، كما جاء في حديث موسى والخضر : ما نقص علمي وعلمك من علمه إلا كما نقص هذا العصفور من هذا البحر . والاستثناء يدل على أن المراد بالعلم المعلومات ، وقالوا : اللهم اغفر علمك فينا ، أي : معلومك ، والمعنى : لا يعلمون من الغيب الذي هو معلوم الله شيئا إلا ما شاء أن يعلمهم ، قاله الكلبي . وقال : إلا بما أنبأ به الأنبياء تثبيتا لنبوتهم . و ( بشيء ) و ( بما شاء ) متعلقان بـ ( يحيطون ) وصار تعلق حرفي جر من جنس واحد بعامل واحد ؛ لأن ذلك على طريق البدل ، نحو قولك : لا أمر بأحد إلا بزيد ، والأولى أن تقدر مفعول ( شاء ) أن يحيطوا به ، لدلالة قوله : ( ولا يحيطون ) على ذلك . الزجاج