[ ص: 235 ] nindex.php?page=treesubj&link=28836وأما الذين قالوا في السلف الصالح بالقول السيئ، فأرادت القدح في الناقل؛ لأن القدح في الناقل إبطال للمنقول. فأرادوا إبطال الشرع الذي نقلوا، وإنما تعلقوا
nindex.php?page=showalam&ids=8بعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه- تسلحا، -وروي- عن
أبي الربيع الزهراني قال: كان من هؤلاء
الجهمية عندنا رجل،
[ ص: 236 ] وكان يظهر من رأيه الترفض وانتحال حب
nindex.php?page=showalam&ids=8علي -رضي الله عنه- فقال له رجل ممن يخالطه ويعرف مذهبه: قد علمت أنكم لا ترجعون إلى دين الإسلام ولا تعتقدونه؛ فما الذي صبكم على الترفض وحب
nindex.php?page=showalam&ids=8علي قال إذا أصدقك إنا إذا أظهرنا الذي نعتقده رمينا بالكفر والزندقة؛ وقد وجدنا أقواما ينتحلون حب
nindex.php?page=showalam&ids=8علي، ويظهرونه، ويقعون بمن شاؤوا، وانتسبوا بذلك إلى الرفض والتشيع؛ ويعتقدون ما شاؤوا، ويقولون ما شاؤوا. وقد حبس الخليفة رجلا في الزندقة فدخل عليه رجل فقال له: قد كنا نعرفك بسب الصحابة والرفض، فما خرج بك إلى الزندقة؟ فقال: [نايغمائي ] وما
[ ص: 237 ] جنى علي
أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر لولا بغض صاحبهما ) قال: (وقد صدق: ما رأيت من رجل يزن بشيء من الرفض إلا كانت تخرج من فيه أشياء لا تشبه كلام المسلمين.
nindex.php?page=treesubj&link=28743_29626وأما الذين قالوا "بإنكار الكلام لله -عز وجل-" فأرادوا إبطال الكل؛ لأن الله تعالى إذا لم يكن -على زعمهم الكاذب-
[ ص: 238 ] متكلما، بطل الوحي، وارتفع الأمر والنهي وذهبت الملة عن أن تكون سمعية؛ فلا يكون
جبريل -عليه السلام- سمع ما بلغ: ولا الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ ما أنفذ فيبطل التسليم والسمع؛ والتقليد، ويبقى المعقول الذي به قاموا. وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=14274عثمان بن سعيد: إن جهما إنما بنى زندقته على نفي الكلام لله -عز وجل-. فهذه القواعد الثلاث أبنية الزندقة الأولى، وهم الزنادقة الذكور، كما سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17327يحيى بن عمار يقوله؛ -وروى- بإسناده عن
[ ص: 239 ] زر بن صالح السدوسي قال: قلت
nindex.php?page=showalam&ids=15658لجهم بن صفوان: هل نطق الرب قال: لا. قلت: فينطق؟ قال: لا. قلت: فمن يقول:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لمن الملك اليوم [غافر: 16 ] ومن يرد عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لله الواحد القهار [غافر: 16 ] فقال: لا أدري؛ زادوا في القرآن، ونقصوا ).
ثم قال: "باب ذكر كلام الأشعري" وذكر ما قدمناه عنه؛ وذكر قبل هذا قال: (سمعت
عدنان بن عمدة النميري يقول: سمعت
أبا بكر البسطامي يقول كان
nindex.php?page=showalam&ids=13711أبو الحسن الأشعري أولا ينتحل الاعتزال، ثم رجع فتكلم عليهم، وإنما
[ ص: 240 ] مذهبه التعطيل إلا أنه رجع من التصريح إلى التمويه )؛ وقال (سمعت
أحمد بن أبي نصر يقول: رأينا
محمد بن الحسين السلمي يلعن الكلابية ) قال: (وسمعت
[ ص: 241 ] عبد الرحمن بن محمد بن الحسن يقول: وجدت
nindex.php?page=showalam&ids=11976أبا حامد الإسفراييني وأبا الطيب الصعلوكي nindex.php?page=showalam&ids=15021وأبا بكر القفال المروزي وأبا منصور [ ص: 242 ] الحاكم على الإنكار على الكلام وأهله ) قال: (وسمعت
عبد الواحد بن ياسين المؤذن أنا
جعفر يقول: رأيت بابين قلعا من مدرسة
أبي الطيب بأمره من بيتي شابين حضرا
nindex.php?page=showalam&ids=13428أبا بكر بن فورك ).
[ ص: 235 ] nindex.php?page=treesubj&link=28836وَأَمَّا الَّذِينَ قَالُوا فِي السَّلَفِ الصَّالِحِ بِالْقَوْلِ السَّيِّئِ، فَأَرَادَتِ الْقَدْحَ فِي النَّاقِلِ؛ لِأَنَّ الْقَدْحَ فِي النَّاقِلِ إِبْطَالٌ لِلْمَنْقُولِ. فَأَرَادُوا إِبْطَالَ الشَّرْعِ الَّذِي نَقَلُوا، وَإِنَّمَا تَعَلَّقُوا
nindex.php?page=showalam&ids=8بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- تَسَلُّحًا، -وَرُوِيَ- عَنْ
أَبِي الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيِّ قَالَ: كَانَ مِنْ هَؤُلَاءِ
الْجَهْمِيَّةِ عِنْدَنَا رَجُلٌ،
[ ص: 236 ] وَكَانَ يُظْهِرُ مِنْ رَأْيِهِ التَّرَفُّضَ وَانْتِحَالَ حُبِّ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِمَّنْ يُخَالِطُهُ وَيَعْرِفُ مَذْهَبَهُ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ لَا تَرْجِعُونَ إِلَى دِينِ الْإِسْلَامِ وَلَا تَعْتَقِدُونَهُ؛ فَمَا الَّذِي صَبَّكُمْ عَلَى التَّرَفُّضِ وَحُبِّ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ قَالَ إِذًا أَصْدُقَكَ إِنَّا إِذَا أَظْهَرْنَا الَّذِي نَعْتَقِدُهُ رُمِينَا بِالْكُفْرِ وَالزَّنْدَقَةِ؛ وَقَدْ وَجَدْنَا أَقْوَامًا يَنْتَحِلُونَ حُبَّ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ، وَيُظْهِرُونَهُ، وَيَقَعُونَ بِمَنْ شَاؤُوا، وَانْتَسَبُوا بِذَلِكَ إِلَى الرَّفْضِ وَالتَّشَيُّعِ؛ وَيَعْتَقِدُونَ مَا شَاؤُوا، وَيَقُولُونَ مَا شَاؤُوا. وَقَدْ حَبَسَ الْخَلِيفَةُ رَجُلًا فِي الزَّنْدَقَةِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ: قَدْ كُنَّا نَعْرِفُكَ بِسَبِّ الصَّحَابَةِ وَالرَّفْضِ، فَمَا خَرَجَ بِكَ إِلَى الزَّنْدَقَةِ؟ فَقَالَ: [نَايَغَمَائِي ] وَمَا
[ ص: 237 ] جَنَى عَلَيَّ
أَبُو بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرُ لَوْلَا بُغْضِ صَاحِبِهِمَا ) قَالَ: (وَقَدْ صَدَقَ: مَا رَأَيْتُ مِنْ رَجُلٍ يُزَنُّ بِشَيْءٍ مِنَ الرَّفْضِ إِلَّا كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْ فِيهِ أَشْيَاءُ لَا تُشْبِهُ كَلَامَ الْمُسْلِمِينَ.
nindex.php?page=treesubj&link=28743_29626وَأَمَّا الَّذِينَ قَالُوا "بِإِنْكَارِ الْكَلَامِ لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-" فَأَرَادُوا إِبْطَالَ الْكُلِّ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا لَمْ يَكُنْ -عَلَى زَعْمِهِمُ الْكَاذِبِ-
[ ص: 238 ] مُتَكَلِّمًا، بَطَلَ الْوَحْيُ، وَارْتَفَعَ الْأَمْرُ وَالنَّهْيُ وَذَهَبَتِ الْمِلَّةُ عَنْ أَنْ تَكُونَ سَمْعِيَّةً؛ فَلَا يَكُونُ
جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- سَمِعَ مَا بَلَّغَ: وَلَا الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ مَا أَنْفَذَ فَيَبْطُلُ التَّسْلِيمُ وَالسَّمْعُ؛ وَالتَّقْلِيدُ، وَيَبْقَى الْمَعْقُولُ الَّذِي بِهِ قَامُوا. وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14274عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ: إِنَّ جَهْمًا إِنَّمَا بَنَى زَنْدَقَتَهُ عَلَى نَفْيِ الْكَلَامِ لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-. فَهَذِهِ الْقَوَاعِدُ الثَّلَاثُ أَبْنِيَةُ الزَّنْدَقَةِ الْأُولَى، وَهُمُ الزَّنَادِقَةُ الذُّكُورُ، كَمَا سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=17327يَحْيَى بْنَ عَمَّارٍ يَقُولُهُ؛ -وَرَوَى- بِإِسْنَادِهِ عَنْ
[ ص: 239 ] زِرِّ بْنِ صَالِحٍ السَّدُوسِيِّ قَالَ: قُلْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=15658لِجَهْمِ بْنِ صَفْوَانَ: هَلْ نَطَقَ الرَّبُّ قَالَ: لَا. قُلْتُ: فَيَنْطِقُ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: فَمَنْ يَقُولُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ [غَافِرٍ: 16 ] وَمَنْ يَرُدُّ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [غَافِرٍ: 16 ] فَقَالَ: لَا أَدْرِي؛ زَادُوا فِي الْقُرْآنِ، وَنَقَصُوا ).
ثُمَّ قَالَ: "بَابُ ذِكْرِ كَلَامِ الْأَشْعَرِيِّ" وَذِكْرِ مَا قَدَّمْنَاهُ عَنْهُ؛ وَذَكَرَ قَبْلَ هَذَا قَالَ: (سَمِعْتُ
عَدْنَانَ بْنَ عُمْدَةَ النُّمَيْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ
أَبَا بَكْرٍ الْبَسْطَامِيَّ يَقُولُ كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=13711أَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيُّ أَوَّلًا يَنْتَحِلُ الِاعْتِزَالَ، ثُمَّ رَجَعَ فَتَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ، وَإِنَّمَا
[ ص: 240 ] مَذْهَبُهُ التَّعْطِيلُ إِلَّا أَنَّهُ رَجَعَ مِنَ التَّصْرِيحِ إِلَى التَّمْوِيهِ )؛ وَقَالَ (سَمِعْتُ
أَحْمَدَ بْنَ أَبِي نَصْرٍ يَقُولُ: رَأَيْنَا
مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيَّ يَلْعَنُ الْكَلَّابِيَّةَ ) قَالَ: (وَسَمِعْتُ
[ ص: 241 ] عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ يَقُولُ: وَجَدْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=11976أَبَا حَامِدٍ الْإِسْفَرَايِينِيَّ وَأَبَا الطَّيِّبِ الصُّعْلُوكِيَّ nindex.php?page=showalam&ids=15021وَأَبَا بَكْرٍ الْقَفَّالَ الْمَرُوَزِيَّ وَأَبَا مَنْصُورٍ [ ص: 242 ] الْحَاكِمَ عَلَى الْإِنْكَارِ عَلَى الْكَلَامِ وَأَهْلِهِ ) قَالَ: (وَسَمِعْتُ
عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ يَاسِينَ الْمُؤَذِّنَ أَنَا
جَعْفَرٌ يَقُولُ: رَأَيْتُ بَابَيْنِ قُلِعَا مِنْ مَدْرَسَةِ
أَبِي الطَّيِّبِ بِأَمْرِهِ مِنْ بَيْتَيْ شَابَّيْنِ حَضَرَا
nindex.php?page=showalam&ids=13428أَبَا بَكْرٍ بْنَ فُورَكَ ).