الوجه الثالث عشر: إن فلو كان اللقاء يراد به قدرته وقهره وبأسه، لكان سمى هذا لقاء الله حقيقة أو مجازا، وليس الأمر كذلك. ظهور قدرة الله وقهره وبأسه كثيرا ما يظهر في الدنيا، بحيث يتيقن العبد أن لا ملجأ إلا إليه، ولا يكشف شدته إلا هو، ولا يغني عنه دون الله شيء، كما في حال ركوب البحر وهيجانه، وغير ذلك من الشدائد العظيمة، ومع ذلك فلا يسمى هذا قط لقاء الله تعالى،
قال تعالى: ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص [الشورى: 32-35].