الوجه الثالث: أن قوله: وقوله: «فيأتي الله في صورته التي يعرفون»، «فيأتيهم الله في صورة غير صورته»، وقوله: «وفي صورة غير صورته التي رأوه فيها أول [ ص: 86 ] مرة»، ونحو ذلك لو احتمل أن يكون بمعنى فيأتيهم بصورة، فقد تقدم أن لفظ الصورة المضاف إلى شيء هو من باب الإضافة النفسية لا الخلقية كما تقدم بيانه لأن الإضافة الخلقية تكون فيما هو قائم بنفسه، كما في قوله: «ناقة الله»، «بيت الله»، «أرض الله»، ونحو ذلك مما فيه دلالة على أنه منفصل عن المضاف إليه، ولكن هو يحسن به، وأما الصفات مثل العلم والقدرة ونحو ذلك فإذا أضيف كانت إضافته إضافة نفسية إذا لم يتبين خلاف ذلك؛ إذ لم يعلم أن هذه الأمور تقوم بنفسها، والصورة هي قائمة بذي الصورة، فليست من الأعيان المنفصلة عن المضاف إليه حتى تجعل بمعنى الملك، فلا يمكن أن تكون صورة الله التي يأتي فيها مخلوقا منفصلا عنه يبعثه وهو لا يأتي. «أتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها أول مرة»،