[ ص: 3 ] فصل
قال الرازي: الوجه الثالث قال الله تعالى وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس [الحديد: 25] [ ص: 4 ] ومعلوم أن الحديد ما نزل جرمه من السماء إلى الأرض وقال تعالى: وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج [الزمر: 6] ومعلوم أن الأنعام ما نزلت من السماء إلى الأرض.
والكلام على هذا من وجوه:
أحدها: أن يقال: قوله: "معلوم أن [الحديد] ما نزل" و "أن الأنعام ما نزلت". لم يذكر ما به يعلم ذلك، أبضرورة؟ أم بدليل؟ فلو نازعه منازع وقال: هذا غير معلوم لنا، إذ من الممكن نزول أصل هذا الحيوان، كنزول أصل الإنسان والجن والحية، وكما روي في نزول كبش الفداء، ونزول حديد من السماء، احتاج إلى ما يدفع به هذا.
[ ص: 5 ] الثاني: أن من الناس من قد روى أنه قد ينزل من السماء [حديد].