وقال "فأما قوله في حديث القاضي أبو يعلى: جابر: فقال: السلام [ ص: 517 ] عليكم يا أهل الجنة. فذلك قوله تعالى: بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور من فوق رؤوسهم، فإذا الرب سبحانه وتعالى قد أشرف عليهم من فوقهم، سلام قولا من رب رحيم [يس: 58] قال: فينظر إليهم، وينظرون إليه، ولا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه" قال: [ ص: 518 ] "فلا يمتنع حمله على ظاهره وأنه نور ذاته؛ لأنه إذا جاز أن يظهر لهم ذاته فيرونها جاز أن يظهر لهم نوره فيرونه، لأن النور من صفات ذاته، ومنه قوله تعالى: وأشرقت الأرض بنور ربها [الزمر: 69] وذكر في موضع آخر قولين في ذلك ورجح هذا في المذهب.
فقال في تفسير الأسماء الحسنى: وأما وصفه بأنه نور فقيل: معناه منور السموات والأرض بالنيرين، أو منور قلوب أهل السموات والأرض بالهدى والتوفيق، لأنه لا يجوز أن يكون جسما مضيئا ولا شعاعا وضياء كبعض الأجسام، فكان معناه ما ذكرنا".
قال: "وذكر أبو بكر عبد العزيز في كتاب التفسير عن في قوله تعالى: ابن عباس الله نور السماوات والأرض [ ص: 519 ] [النور: 35] يقول: الله سبحانه هادي أهل السموات والأرض" / [و]قيل: هو نور لا كالأنوار ليس بذي شعاع ولا جسم مضيء على ظاهر القرآن، وهو أشبه بكلام رحمه الله فيما خرجه في الرد على أحمد الجهمية لأنه قال: "قلنا للجهمية: الله نور، فقالوا: هو نور كله، فقلنا لهم: قال الله وأشرقت الأرض بنور ربها فقد أخبر جل ثناؤه أن له نورا. وقلنا لهم: لما زعمتم أن الله في كل مكان، وهو نور فلم لا يضيء البيت المظلم من النور الذي هو فيه إذا زعمتم أن الله في كل مكان".
قال: "وظاهر هذا الكلام من أنه أثبت له هذه الصفة". أحمد