وذهب علي بن أبي موسى إلى أن الإقراع إنما يدخل حيث كان العتق لمبهم غير معين وتشاح العبيد فيه فأما إن كان لمعين فلا إقراع وكذا إن لم يتشاح فيه العبيد وحكي عن أبي بكر في خلافه ما يوافق ذلك فعلى هذا إذا أعتقوا منهم بمقدار الثلث . فإن تشاح العبيد في العتق أقرع بينهم فعتق من وقع عليه سهم الحرية منهم وكذلك لو دبرهم ذكره وصى بعتق عبيده ولم يجز الورثة ابن أبي موسى وذكر هو وأبو بكر فيما إذا أنه يجب العتق لهما ويتحاص فيه العبدان ، قال شهدت بينة على مريض أنه أعتق عبده هذا وشهدت أخرى أنه أعتق عبده هذا أبو بكر : لأن القرعة إنما تجب إذا كان أحدهما حرا والآخر عبدا يعني إذا كان العتق لواحد لا للجميع وهذا مناقض لما ذكره ابن أبي موسى في تدبيرهم كلهم إلا أن نقول : تدبيرهم يقع موقوفا مراعى كعتقهم المنجز في مرضه فيعتق منهم من عدم الإجازة قدر الثلث ، وهو مبهم فيميز بالقرعة بخلاف ما إذا أعتق عبدين معينين .
وهو ضعيف ; فإنه لا فرق بين أن يكون العبيد جميع ماله أو نصفه مثلا ، إذ لا بد من الرد إلى الثلث وقد نقل ابن منصور عن فيمن أحمد أنه يعتق أحدهما [ ص: 366 ] فإن تشاحا في العتق يقرع بينهما وإنما قال : يعتق أحدهما ابتداء لأنه وصية فالواجب فيها ما يصدق عليه الاسم كما لو وصى بأحدهما قال في مرضه اعتقوا عني أحد عبدي هذين لزيد