الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومنها : طين الشوارع وفيه روايتان .

إحداهما : أنه طاهر ونص عليه في مواضع ، وجعله أبو البركات في شرحه المذهب ترجيحا للأصل وهو الطهارة في الأعيان كلها .

والثانية : أنه نجس ترجيحا للظاهر وجعله صاحب التلخيص المذهب حتى حكى عن ظاهر كلام الأصحاب أنه لا يعفى عن يسيره وأبدى احتمالا بالعفو عنه لمشقة الاحتراز ، وحكى عن ابن عقيل العفو عن يسيره إلا ما تحقق نجاسته من الأرض فلا يعفى عنه ، وذكر صاحب المبهم عن ابن تميم أنه قال : إذا كان الشتاء ولم يتعين موضع النجاسة ففي نجاسة الأرض روايتان ، فإذا جاء الصيف حكم بطهارتها رواية واحدة ، وللمسألة أصول تنبني عليها .

أحدها : ما ذكرنا من تعارض الأصل والظاهر .

والثاني : طهارة الأرض وغسالتها بماء المطر وغيره إذا لم يبق للنجاسة أثر ، سواء كانت النجاسة التي على الأرض أثرا أو عينا على الصحيح من المذهب .

والثاني : بالاستحالة وفي المذهب خلاف يبنى عليه طهارة الطين إذا بقيت فيه عين النجاسة ثم استهلكت فيه حتى ذهب أثرها .

التالي السابق


الخدمات العلمية