الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                صفحة جزء
                فوائد : الأولى : الجمهور ; على أنه لم يكن من الجن نبي ، وأما قوله تعالى : { يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم } . [ ص: 414 ] فتأولوه على أنهم رسل عن الرسل سمعوا كلامهم فأنذروا قومهم ، لا عن الله تعالى . وذهب الضحاك وابن حزم

                20 - على أنه كان منهم نبي تمسكا بحديث { وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة }

                21 - قال : وليس الجن من قومه ولا شك أنهم أنذروا فصح أنه جاءهم أنبياء منهم . الثانية

                22 - قال البغوي في تفسير الأحقاف : وفيه دليل على أنه عليه السلام [ ص: 415 ]

                23 - كان مبعوثا إلى الإنس والجن جميعا ، قال مقاتل رحمه الله : لم يبعث قبله نبي إلى الإنس والجن

                [ ص: 414 ]

                التالي السابق


                [ ص: 414 ] قوله : فتأولوه إلخ . قال بعض الفضلاء ويجاب أيضا بأن المراد بقوله تعالى

                ( منكم ) أي من مجموعكم على حد قوله : { يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان } وإنما يخرج من أحدهما ( انتهى ) .

                ( 20 ) قوله : على أنه كان منهم نبي . كذا بخط المصنف والصواب إلى أنه كان منهم نبي .

                ( 21 ) قوله : قال وليس الجن إلخ كذا بخط المصنف والصواب قالا أي الضحاك وابن حزم .

                ( 22 ) قوله : قال البغوي في تفسير سورة الأحقاف وفيه دليل إلخ . أقول ليس في كلام المصنف ما يرجع إليه ضمير فيه وعبارة البغوي عند قوله تعالى : { وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن } اختلفوا في عدد النفر فقال ابن عباس كانوا سبعة من جن نصيبين فجعلهم رسلا إلى قومهم ثم قال عند قوله تعالى : { يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم } [ ص: 415 ] داعي الله يعني محمدا ; قال ابن عباس رضي الله عنه فاستجاب له من قومهم نحوا من سبعين رجلا من الجن فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافقوه بالبطحاء فقرأ عليهم القرآن وأمرهم ونهاهم وفيه أن أمره ونهيه لهم دليل على أنه صلى الله عليه وسلم كان مبعوثا إلى الجن والإنس جميعا انتهى ومنه يعلم مرجع الضمير كما بيناه .

                ( 23 ) قوله : كان مبعوثا إلى الإنس والجن جميعا . قال بعض الفضلاء : لم يتعرض لبعثه إلى الملائكة وهو محل تأمل أقول ذكر ابن حجر الهيثمي في شرح الأربعين أنه مبعوث إلى الملائكة أيضا




                الخدمات العلمية