الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                صفحة جزء
                8 - وإذا نصب الفسطاط فتعقل الصيد به ملكه ، 9 - ولو نصبها له فتعقل بها فأخذه غيره ; [ ص: 227 ] فإن كان الأول بحيث لو مد يده أخذه ملكه فيأخذه من الثاني وإلا فلا ولو حفر بئرا لصيد الذئاب وغاب فقدم آخر ميتة لصيدها فوقع الذئب في البئر فهو لحافره

                التالي السابق


                ( 8 ) قوله : وإذا نصب الفسطاط فتعقل الصيد به ملكه .

                قيل عليه لا يظهر الفرق بين تعقل الصيد بالفسطاط إذا نصب لغير الصيد وبين تعقله بالشبكة إذا نصبها للجفاف مع أن الاستيلاء بنوعيه معدوم أما انتفاء الحقيقي فظاهر وأما انتفاء الحكمي فلعدم تهيئة الفسطاط للصيد فتدبر .

                ( 9 ) قوله : ولو نصبها إلخ .

                أقول : في الفتاوى الظهيرية : الصيد يملك بالأخذ والأخذ نوعان حقيقي وحكمي فالحقيقي ظاهر والحكمي باستعمال ما هو موضوع للاصطياد قصد به الاصطياد أو لم يقصد .

                حتى إن من نصب شبكة فتعقل بها صيدا ملكه صاحب الشبكة ، قصد بنصب الشبكة الاصطياد أخذ أو لم يقصد ; لأن الشبكة إنما [ ص: 227 ] تنصب لأجل الصيد حتى لو نصبها للجفاف فتعقل بها صيدا لا يملكه ; لأنه لا يصير آخذا له بالشبكة والأخذ الحكمي أيضا يكون باستعمال ما ليس موضوعا للاصطياد إذا قصد به الاصطياد حتى إن من نصب فسطاطا فتعقل به صيدا إن قصد بنصب الفسطاط الصيد ملكه وإن لم يقصد به الصيد لا يملكه ( انتهى ) .

                ومنه يعلم ما في كلام المصنف من الخلل أقول : وأنث ضمير الفسطاط بمعنى الخيمة وهو بضم الفاء وكسرها بيت من شعر ، والجمع فساطيط والفسطاط بالوجهين أيضا مدينة مصر قديما ، وبعضهم يقول : كل مدينة جامعة فسطاط ووزنه فعلال وبابه الكسر وشذ من ذلك ألفاظ جاءت بوجهين الفسطاط والفسطاس والقرطاس كذا في المصباح المنير .

                ( 10 ) قوله : فإن كان الأول بحيث لو مد يده أخذه ملكه إلخ .

                أقول لم يفصل هذا التفصيل فيما لو نصب الفسطاط من غير تهيئة للصيد ، وهو أحق بهذا التفصيل كما هو ظاهر فتدبر .

                وقد علمت مما نقلناه عن الظهيرية قريبا عدم ذكر هذا التفصيل في مسألة الفسطاط ، وإنما ذكره في مسألة ما لو تكنس صيد بأرضه أو باض فتفطن لذلك




                الخدمات العلمية