الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( وقاتلوا في سبيل الله ) ، هذا خطاب لهذه الأمة بالجهاد في سبيل الله ، وتقدمت تلك القصة - كما قلنا - تنبيها لهذه الأمة أن لا تفر من الموت كفرار أولئك ، وتشجيعا لها وتثبيتا . وروي عن ابن عباس ، والضحاك : أنه أمر لمن أحياهم الله بعد موتهم بالجهاد ، أي : وقال لهم قاتلوا في سبيل الله . وقال الطبري : لا وجه لهذا القول . انتهى . والذي يظهر القول الأول ، وأن هذه الآية ملتحمة بقوله : ( حافظوا على الصلوات ) ، وبقوله : ( فإن خفتم فرجالا أو ركبانا ) ؛ لأن في هذا إشعارا بلقاء العدو ، ثم ما جاء بين هاتين الآيتين جاء كالاعتراض ؛ فقوله : ( وللمطلقات متاع بالمعروف ) تتميم أو توكيد لبعض أحكام المطلقات ، وقوله : ( ألم تر إلى الذين ) اعتبار بمن مضى ممن فر من الموت ، فمات ، أن لا ننكص ولا نحجم عن القتال ، وبيان المقاتل فيه ، وأنه سبيل الله فيه حث عظيم على القتال ؛ إذ كان الإنسان يقاتل للحمية ، ولنيل عرض من الدنيا . والقتال في سبيل الله مورث للعز الأبدي والفوز السرمدي . ( واعلموا أن الله سميع عليم ) ، يسمع ما يقوله المتخلفون عن القتال والمتبادرون إليه ، ويعلم ما انطوت عليه النيات ؛ فيجازي على ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية