الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( أري ) أما الهمزة والراء والياء فأصل يدل على التثبت والملازمة . قال الخليل : أري القدر ما التزق بجوانبها من مرق ، وكذلك العسل الملتزق بجوانب العسالة . قال الهذلي :


                                                          أري الجوارس في ذؤابة مشرف فيه النسور كما تحبى الموكب

                                                          [ ص: 88 ] يقول : نزلت النسور فيه لوعورته فكأنها موكب . قعدوا محتبين مطمئنين . وقال آخر :


                                                          مما تأتري وتتيع

                                                          أي : ما تلزق وتسيل . والتزاقه ائتراؤه . قال زهير :


                                                          يشمن بروقه ويرش أري ال     جنوب على حواجبها العماء

                                                          فهذا أري السحاب ، وهو مستعار من الذي تقدم ذكره . ومن هذا الباب التأري التوقع . قال :


                                                          لا يتأرى لما في القدر يرقبه     ولا يعض على شرسوفه الصفر

                                                          يقول : يأكل الخبز القفار ولا ينتظر غذاء القوم ولا ما في قدورهم . ابن الأعرابي : تأرى بالمكان أقام ، وتأرى عن أصحابه تخلف . ويقال : بينهم أري عداوة ، أي : عداوة لازمة ، وأري الندى : ما وقع من الندى على الشجر والصخر والعشب فلم يزل يلتزق بعضه ببعض . قال الخليل : آري الدابة معروف ، وتقديره فاعول . قال :


                                                          يعتاد أرباضا لها آري

                                                          [ ص: 89 ] قال أبو علي الأصفهاني : عن العامري التأرية أن تعتمد على خشبة فيها ثني حبل شديد فتودعها حفرة ثم تحثو التراب فوقها ثم يشد البعير ليلين وتنكسر نفسه . يقال : أر لبعيرك وأوكد له . والإيكاد والتأرية واحد ، وقد يكون للظباء أيضا . قال :


                                                          وكان الظباء العفر يعلمن أنه     شديد عرى الآري في العشرات

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية