الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( جلس ) الجيم واللام والسين كلمة واحدة وأصل واحد ، وهو الارتفاع في الشيء ، يقال جلس الرجل جلوسا ، وذلك يكون عن نوم واضطجاع ; وإذا كان قائما كانت الحال التي تخالفها القعود . يقال قام وقعد ، وأخذه المقيم والمقعد . والجلسة : الحال التي يكون عليها الجالس ، يقال جلس جلسة حسنة . والجلسة المرة الواحدة . ويقال جلس الرجل إذا أتى نجدا ; وهو قياس الباب ، لأن نجدا خلاف الغور ، وفيه ارتفاع . ويقال لنجد : الجلس . ومنه الحديث : أنه أعطاهم معادن القبلية غوريها وجلسيها . وقال الهذلي :


                                                          إذا ما جلسنا لا تزال تنوبنا سليم لدى أبياتنا وهوازن

                                                          وقال آخر :


                                                          وعن يمين الجالس المنجد

                                                          وقال :

                                                          [ ص: 474 ]

                                                          قل للفرزدق والسفاهة كاسمها     إن كنت كاره ما أمرتك فاجلس

                                                          يريد ائت نجدا . قال أبو حاتم : قالت أم الهيثم : جلست الرخمة إذا جثمت . والجلس : الغلظ من الأرض . ومن ذلك قولهم ناقة جلس أي صلبة شديدة . فهذا الباب مطرد كما تراه . فأما قول الأعشى :


                                                          لنا جلسان عندها وبنفسج     وسيسنبر والمرزجوش منمنما

                                                          فيقال إنه فارسي ، وهو جلشان ، نثار الورد .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية