الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( بور ) الباء والواو والراء أصلان : أحدهما هلاك الشيء وما يشبهه من تعطله وخلوه . والآخر ابتلاء الشيء وامتحانه .

                                                          فأما الأول فقال الخليل : البوار الهلاك ، تقول : باروا ، وهم بور ، أي ضالون هلكى . وأبارهم فلان ، وقد يقال للواحد والجميع والنساء والذكور بور . قال الله تعالى : وكنتم قوما بورا . قال الكسائي : ومنه الحديث : أنه كان يتعوذ من بوار الأيم ، وذلك أن تكسد فلا تجد زوجا .

                                                          قال يعقوب : البور : الرجل الفاسد الذي لا خير فيه . قال عبد الله بن الزبعرى :


                                                          يا رسول المليك إن لساني راتق ما فتقت إذ أنا بور

                                                          قال [ أبو ] زيد : يقال إنه لفي حور وبور ، أي ضيعة . والبائر الكاسد ، وقد بارت البياعات أي كسدت . ومنه دار البوار ، وأرض بوار ليس فيها زرع .

                                                          قال أبو زياد : البور من الأرض الموتان ، التي لا تصلح أن تستخرج . وهي أرضون أبوار . ومنه كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأكيدر : إن لنا البور والمعامي .

                                                          [ ص: 317 ] قال اليزيدي : البور الأرض التي تجم سنة لتزرع من قابل ، وكذلك البوار . قال أبو عبيد : عن الأحمر نزلت بوار على الناس ، أي بلاء . وأنشد :


                                                          قتلت فكان تظالما وتباغيا     إن التظالم في الصديق بوار

                                                          والأصل الثاني التجربة والاختبار . تقول برت فلانا وبرت ما عنده ، أي جربته . وبرت الناقة فأنا أبورها ، إذا أدنيتها من الفحل لتنظر أحامل هي أم حائل . وكذلك الفحل مبور ، إذا كان عارفا بالحالين . قال :


                                                          بطعن كآذان الفراء فضوله     وطعن كإيزاغ المخاض تبورها

                                                          ويقال بار الناقة بالفحل . فأما قوله :


                                                          مذكرة الثنيا مساندة القرى     تبار إليها المحصنات النجائب

                                                          يقول : يشترى المحصنات النجائب على صفتها ، من قولك برت الناقة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية