الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب أن رجلا من بني مدلج يقال له قتادة حذف ابنه بالسيف فأصاب ساقه فنزي في جرحه فمات فقدم سراقة بن جعشم على عمر بن الخطاب فذكر ذلك له فقال له عمر اعدد على ماء قديد عشرين ومائة بعير حتى أقدم عليك فلما قدم إليه عمر بن الخطاب أخذ من تلك الإبل ثلاثين حقة وثلاثين جذعة وأربعين خلفة ثم قال أين أخو المقتول قال هأنذا قال خذها فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس لقاتل شيء

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          1620 1576 - ( مالك عن يحيى بن سعيد ) الأنصاري ( عن عمرو بن شعيب ) بن محمد بن [ ص: 309 ] عبد الله بن عمرو بن العاص الصدوق المتوفى سنة ثمان عشرة ومائة ( أن رجلا من بني مدلج ) بضم الميم وإسكان المهملة وكسر اللام ، بطن من كنانة ( يقال له قتادة ) المدلجي أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يره ( حذف ) بحاء مهملة أي رمى ( ابنه ) لم يسم ، قال ابن عبد البر : وصحف من رواه بالخاء المنقوطة ; لأن الخذف بالخاء إنما هو الرمي بالحصى أو النوى وهو قد قال ( بالسيف فأصاب ساقه فنزي ) بضم النون وكسر الزاي كعني في جرحه بضم الجيم ( فمات فقدم سراقة ) بضم المهملة ( ابن جعشم ) بضم الجيم والمعجمة بينهما عين مهملة ساكنة نسب لجده وأبو مالك الكناني ثم المدلجي أبو سفيان صحابي شهير من مسلمة الفتح مات سنة أربع وعشرين وقيل بعدها ( على عمر بن الخطاب فذكر ذلك له فقال عمر : اعدد ) بضم الدال الأولى ( على ماء قديد ) بضم القاف ومهملتين ، مصغر ، موضع بين مكة والمدينة ( عشرين ومائة بعير حتى أقدم عليك فلما قدم عليه عمر بن الخطاب أخذ من تلك الإبل ثلاثين حقة ) بالكسر ( وثلاثين جذعة ) بفتحتين ( وأربعين خلفة ) بفتح الخاء المعجمة وكسر اللام وفاء مفتوحة الحوامل من الإبل ( ثم قال : أين أخو المقتول ؟ قال : ها أنا ذا ، قال : خذها فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ليس لقاتل شيء ) من دية ولا إرث .

                                                                                                          وروى عبد الرزاق هذه القصة من طريق سليمان بن يسار نحوه وقال : فورثه أخاه لأبيه وأمه ولم يورث أباه من ديته شيئا .




                                                                                                          الخدمات العلمية