الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1302 745 - (1300) - (1 \ 151) عن يوسف بن مازن : أن رجلا سأل عليا رضي الله عنه ، فقال : يا أمير المؤمنين ! انعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صفه لنا . فقال : كان ليس بالذاهب طولا ، وفوق الربعة ، إذا جاء مع القوم غمرهم ، أبيض شديد الوضح ، ضخم الهامة ، أغر أبلج ، هدب الأشفار ، شثن الكفين والقدمين ، إذا مشى يتقلع

[ ص: 47 ] كأنما ينحدر في صبب ، كأن العرق في وجهه اللؤلؤ ، لم أر قبله ولا بعده مثله ، بأبي وأمي صلى الله عليه وسلم .


التالي السابق


* قوله : "وفوق الربعة " : - بفتح فسكون - ; أي : فوق المربوع ، وهو المتوسط ، يطلق على الذكر والأنثى بالتاء ، والمراد : أنه أطول من المربوع كما جاء في حديث هند بن أبي هالة في "الشمائل " ، ولا ينافي ما جاء أنه كان مربوعا ; إذ المراد أنه كان متوسطا مائلا إلى الطول لا طولا يخرجه عن مراتب التوسط ، والله تعالى أعلم .

* "غمرهم " : أي : علاهم طولا ، قيل : إنه صلى الله عليه وسلم مع كونه في ذاته متوسطا ، إذا دخل بين رجال طوال ، كان في بصر الناظرين أطول منهم جميعا ، وهذا كان من جملة معجزاته صلى الله عليه وسلم ; أي : ليكون مرتفعا كما هو مرتفع قدرا ، يرفع من يشاء .

* "شديد الوضح " : - بفتحتين - : بياض الصبح والقمر وغيرهما .

* "ضخم " : - بفتح فسكون - .

* "الهامة " : - بالتخفيف - : الرأس .

* "أبلج " : من بلج الصبح : أضاء .

* * *




الخدمات العلمية