الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1781 [ ص: 238 ] 1001 - (1778) - (1 \ 208) عن عباس بن عبد المطلب : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا ، وبالإسلام دينا : وبمحمد رسولا " .

التالي السابق


* قوله : "ذاق طعم الإيمان " : - بفتح فسكون - .

في "الصحاح " : الطعم - بالفتح - : ما يؤديه الذوق ، يقال : طعمه مر ، والطعم - بالضم - : الطعام .

وفي "القاموس " : طعم الشيء ; يعني - بالفتح - : حلاوته ومرارته ، وما بينهما يكون في الطعام والشراب ، وبالجملة فقد استعير اسم الطعم أو الحلاوة لما يجده المؤمن الكامل في القلب بسبب الإيمان من الانشراح والاتساع ، ولذة القرب من الله - تعالى - .

* "ربا " : تمييز ، أي : بربوبيته ، وحقيقة الرضا بذلك : أن ينشرح صدره بما يرد عليه من الله بمقتضى الربوبية ; من قسمة الأرزاق والأحوال وغير ذلك ، فلا يجد في قلبه بشيء من ذلك اعتراضا ، وحقيقة الرضا بالإسلام دينا : أن ينشرح صدره بما يتضمنه الإسلام من التكاليف مما جاء عليه من جهة التدين به ، ومثله الرضا بمحمد رسولا : هو أن ينشرح صدره بجميع سننه ، ولا شك أن من ينشرح صدره للأمور المذكورة ، يذوق من حلاوة الإيمان ما يذوق ، والله تعالى أعلم .




الخدمات العلمية