الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( اللام ) ( و ) تأتي ( اللام ) الجارة ( للملك حقيقة ) ، ( لا يعدل عنه ) أي عن الملك إلا بدليل . قاله أبو الخطاب من أصحابنا في التمهيد ( ولها معان كثيرة ) أحدها : التعليل . نحو زرتك لشرفك ومنه قوله تعالى ( { لتحكم بين الناس } ) وقوله : أنت طالق لرضى زيد ، فتطلق في الحال ، رضي زيد أو لم يرض ، لأنه تعليل لا تعليق الثاني : الاستحقاق نحو : النار للكافرين .

الثالث : الاختصاص ، نحو الجنة للمؤمنين . وفرق القرافي بين الاستحقاق والاختصاص ، بأن الاستحقاق أخص . فإن ضابطه ما شهدت به العادة ، كما شهدت للفرس بالسرج ، وبالباب للدار . وقد يختص الشيء بالشيء من غير شهادة عادة ، نحو هذا ابن لزيد . فإنه ليس من لوازم الإنسان أن يكون له ولد . الرابع : لام العاقبة ، ويعبر عنها فاللام الصيرورة ، وبلام المآل نحو ( { فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا } ) الخامس : التمليك . نحو وهبت لزيد دينارا . ومنه ( { إنما الصدقات للفقراء } ) السادس : شبه الملك . نحو ( { والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا } ) السابع : توكيد النفي ، أي نفي كان نحو ( { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم } ) ويعبر عنها فاللام الجحود لمجيئها بعد نفي ; لأن الجحد هو نفي ما سبق ذكره . الثامن : لمطلق التوكيد . وهي الداخلة لتقوية عامل ضعيف بالتأخير . نحو ( { إن كنتم للرؤيا تعبرون } ) الأصل : تعبرون الرؤيا ، أو لكونه فرعا في العمل نحو ( { فعال لما يريد } ) وهذان مقيسان ، وربما أكد بها بدخولها على المفعول نحو { ردف لكم } . ولم يذكر سيبويه زيادة اللام ، وتابعه الفارسي .

التاسع : أن تكون بمعنى " إلى " نحو ( { سقناه لبلد ميت } ) ( { بأن ربك أوحى لها } ) العاشر : التعدية ، نحو ما أضرب زيدا لعمرو . وجعل منه ابن مالك ( { فهب لي من لدنك وليا } ) وقيل : إنها تشبه الملك . الحادي عشر : بمعنى [ ص: 82 ] على " نحو ( { يخرون للأذقان } ) وحكى البيهقي عن حرملة عن الشافعي في قوله صلى الله عليه وسلم { واشترطي لهم الولاء } أن المراد : عليهم الثاني عشر : بمعنى " في " نحو قوله سبحانه وتعالى ( { ونضع الموازين القسط ليوم القيامة } ) الثالث عشر : بمعنى " عند " أي الوقتية ، وما يجري مجراها ، كقوله صلى الله عليه وسلم { صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته } ومنه قوله : كتبته لخمس ليال من كذا . أي عند انقضائها . قال الزمخشري : ومنه قوله تعالى ( { أقم الصلاة لدلوك الشمس } ) ، ( { يا ليتني قدمت لحياتي } ) .

الرابع عشر : بمعنى " من " نحو سمعت له صراخا أي منه . الخامس عشر : بمعنى " عن " كقوله تعالى ( { وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه } ) أي قالوا عنهم ذلك . وضابطها : أن تجر اسم من غاب حقيقة أو حكما عن قول قائل يتعلق به ، ولم يخصه بعضهم بما بعد القول . ثم اعلم أن دلالة حرف على معنى حرف : هو طريق الكوفيين . وأما البصريون : فهو عندهم على تضمين الفعل المتعلق به ذلك الحرف ما يصلح معه معنى ذلك الحرف على الحقيقة ، ويرون التجوز في الفعل أسهل من التجوز في الحرف .

التالي السابق


الخدمات العلمية