الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( و ) من أدلة الفقه أيضا : قول الفقهاء ( المشقة تجلب التيسير ) ودليل ذلك : قوله - سبحانه وتعالى - { وما جعل عليكم في الدين من حرج } إشارة إلى ما خفف عن هذه الأمة من التشديد على غيرهم ، من الإصر ونحوه ، وما لهم من تخفيفات أخر ، دفعا [ ص: 599 ] للمشقة كما قال الله تعالى { الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا } وكذا تخفيف الخمسين صلاة في ليلة الإسراء إلى خمس صلوات وغير ذلك . وقد قال الله سبحانه وتعالى { يريد الله بكم اليسر } { يريد الله أن يخفف عنكم } وقال في صفة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم { ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم } وقال تعالى { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } وقال صلى الله عليه وسلم { بعثت بالحنيفية السمحة } .

ويدخل تحت هذه القاعدة : أنواع من الفقه منها في العبادات : التيمم عند مشقة استعمال الماء على حسب تفاصيله في الفقه ، والقعود في الصلاة عند مشقة القيام ، وفي النافلة مطلقا ، وقصر الصلاة في السفر ، والجمع بين الصلاتين ونحو ذلك ومن ذلك : رخص السفر وغيرها ، ومن التخفيفات أيضا : أعذار الجمعة والجماعة ، وتعجيل الزكاة ، والتخفيفات في العبادات والمعاملات والمناكحات والجنايات ، ومن التخفيفات المطلقة : فروض الكفاية وسننها ، والعمل بالظنون لمشقة الاطلاع على اليقين .

التالي السابق


الخدمات العلمية