الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقال أحمد : القرآن معجز بنفسه . فمن قال : القرآن مقدور على مثله ، ولكن منع الله قدرتهم كفر ، بل هو معجز بنفسه ، والعجز شمل الخلق . قال جماعة من أصحابنا : كلام أحمد يقتضي أنه معجز في لفظه ومعناه ونظمه . كالحنفية وغيرهم . وخالف القاضي في المعنى .

واحتج لذلك بأن الله تعالى تحدى بمثله في اللفظ والنظم . قيل للقاضي : لا نسلم أن الإعجاز في غير المعنى فقط ، بل هو فيه أيضا . فقال : الدلالة على أن الإعجاز نظما [ ص: 199 ] ولفظا لا معنى : أشياء ، منها : أن المعنى يقدر على مثله كل أحد يبين صحة هذا القول قوله تعالى ( { قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات } ) وهذا يقتضي أن التحدي بألفاظها ، ولأنه قال { مثله مفتريات } والكذب لا يكون مثل الصدق فدل على أن المراد به : مثله في اللفظ والنظم . انتهى . وقال ابن حامد : هل يسقط الإعجاز في الحروف المقطعة . أم هو باق ؟ الأظهر من جواب أحمد : أن الإعجاز فيها باق ، خلافا للأشعرية . والله أعلم ( وفي بعض آية ) من القرآن ( إعجاز ) ذكره القاضي وغيره لقوله تعالى " { فليأتوا بحديث مثله } قال في شرح التحرير : والظاهر أنه أراد ما فيه الإعجاز ، وإلا فلا نقول في مثل قوله تعالى { ثم نظر } ونحوها : إن في بعضها إعجازا وفيها أيضا . وهو واضح . وقال أبو الخطاب والحنفية : لا إعجاز في بعض آية ، بل في آية . وهذا أيضا ليس على إطلاقه . فإن بعض الآيات الطوال فيها إعجاز . وقال أبو المعالي في الشامل وغيره : إنما يتحدى بالآية إذا كانت مشتملة على ما به التعجيز ، لا في نحو قوله تعالى " ثم نظر " فيكون المعنى في قوله تعالى { فليأتوا بحديث مثله } أي مثله في الاشتمال على ما به يقع الإعجاز لا مطلقا . وقال بعض المحققين : القرآن كله معجز ، لكن منه ما لو انفرد لكان معجزا بذاته . ومنه ما إعجازه مع الانضمام إليه . وظاهر قوله سبحانه وتعالى { فأتوا بسورة من مثله } أن الإعجاز يحصل بأقصر سورة منه

التالي السابق


الخدمات العلمية