الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني مالك عن زياد بن سعد عن عمرو بن دينار أنه قال سمعت عبد الله بن الزبير يقول في خطبته إن الله هو الهادي والفاتن

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          1664 1616 - ( مالك عن زياد بن سعد ) المذكور آنفا ( عن عمرو ) بفتح العين ، ابن دينار المكي ثقة ثبت مات سنة ست وعشرين ومائة ( أنه قال : سمعت عبد الله بن الزبير يقول في خطبته ) وهو خليفة : ( إن الله هو الهادي ) الذي يبين الرشد من الغي وألهم طرق المصالح الدينية كل مكلف ، والدنيوية كل حي .

                                                                                                          ( والفاتن ) بمعنى المضل الوارد في أسمائه ، ولكن هذا وارد أيضا عن صحابي ، فهو توقيف ، إذ لا يقال بالرأي ، وفي التنزيل : فإنا قد فتنا قومك [ سورة طه : الآية 85 ] و إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء [ سورة الأعراف : الآية 155 ] وأخرج أبو عمر عن عطاء بن أبي رباح : كنت عند ابن عباس فجاءه رجل فقال : أرأيت من حرمني الهدى وأورثني الضلالة والردى أتراه أحسن إلي أو ظلمني ؟ فقال ابن عباس : إذا كان الهدى شيئا كان لك عنده فمنعك فقد ظلمك ، وإن كان الهدى له يؤتيه من يشاء فما ظلمك شيئا ولا تجالسني بعد .

                                                                                                          وبهذا أجاب ربيعة غيلان القدري لما سأله وإنما أخذه من قول ابن عباس .




                                                                                                          الخدمات العلمية