الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

شرح الكوكب المنير

الفتوحي - تقي الدين أبو البقاء محمد بن أحمد الفتوحي المعروف بابن النجار

صفحة

جزء

( فصل ) ( المجاز واقع ) في اللغة عند الجمهور . واحتج على ذلك بالأسد للشجاع ، والحمار للبليد ، وقامت الحرب على ساق ، وشابت لمة الليل وغير ذلك مما لا يحصر ( وليس ) المجاز ( بأغلب ) من الحقيقة ، خلافا لابن جني ومن تبعه ( وهو ) أي المجاز ( في الحديث ) أي حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( و ) في ( القرآن ) لقوله تعالى ( { تجري من تحتها الأنهار } ) و ( { الحج أشهر معلومات } ) ، ( { واخفض لهما جناح الذل } ) ، ( { واشتعل الرأس شيبا } ) ( { وجزاء سيئة سيئة مثلها } ) ، ( { الله يستهزئ بهم } ) وغير ذلك كثير . وهذا الصحيح عند الإمام أحمد رضي الله تعالى عنه . وأكثر [ ص: 61 ] أصحابه . قال القاضي : نص الإمام أحمد على أن المجاز في القرآن . فقال في قوله تعالى ( { إنا نحن نحيي ونميت } ) و { نعلم } و { منتقمون } هذا من مجاز اللغة يقول الرجل : إنا سنجري عليك رزقك . وعنه رواية أخرى : ليس في القرآن منه شيء . حكاه الفخر إسماعيل . واختاره ابن حامد

( فَصْلٌ ) ( الْمَجَازُ وَاقِعٌ ) فِي اللُّغَةِ عِنْدَ الْجُمْهُورِ . وَاحْتُجَّ عَلَى ذَلِكَ بِالْأَسَدِ لِلشُّجَاعِ ، وَالْحِمَارِ لِلْبَلِيدِ ، وَقَامَتْ الْحَرْبُ عَلَى سَاقٍ ، وَشَابَتْ لَمَّةُ اللَّيْلِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا لَا يُحْصَرُ ( وَلَيْسَ ) الْمَجَازُ ( بِأَغْلَبَ ) مِنْ الْحَقِيقَةِ ، خِلَافًا لِابْنِ جِنِّي وَمَنْ تَبِعَهُ ( وَهُوَ ) أَيْ الْمَجَازُ ( فِي الْحَدِيثِ ) أَيْ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( وَ ) فِي ( الْقُرْآنِ ) لِقَوْلِهِ تَعَالَى ( { تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } ) وَ ( { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ } ) ، ( { وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ } ) ، ( { وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا } ) ( { وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا } ) ، ( { اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ } ) وَغَيْرُ ذَلِكَ كَثِيرٌ . وَهَذَا الصَّحِيحُ عِنْدَ الْإِمَامِ أَحْمَدَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ . وَأَكْثَرِ [ ص: 61 ] أَصْحَابِهِ . قَالَ الْقَاضِي : نَصَّ الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَلَى أَنَّ الْمَجَازَ فِي الْقُرْآنِ . فَقَالَ فِي قَوْله تَعَالَى ( { إنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ } ) وَ { نَعْلَمُ } وَ { مُنْتَقِمُونَ } هَذَا مِنْ مَجَازِ اللُّغَةِ يَقُولُ الرَّجُلُ : إنَّا سَنُجْرِي عَلَيْكَ رِزْقَك . وَعَنْهُ رِوَايَةٌ أُخْرَى : لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ مِنْهُ شَيْءٌ . حَكَاهُ الْفَخْرُ إسْمَاعِيلُ . وَاخْتَارَهُ ابْنُ حَامِدٍ

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة

ابن جني

إمام العربية ، أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي ، صاحب التصانيف . [ ص: 18 ]

كان أبوه مملوكا روميا لسليمان بن فهد الموصلي .

وله ترجمة طويلة في " تاريخ الأدباء " لياقوت .

لزم أبا علي الفارسي دهرا ، وسافر معه حتى برع وصنف ، وسكن بغداد ، وتخرج به الكبار .

وله " سر الصناعة " و " اللمع " ، و " التصريف " و " التلقين في النحو " ، و " التعاقب " ، و " الخصائص " و " المقصور والممدود " ، و " ما يذكر ويؤنث " ، و " إعراب الحماسة " ، و " المحتسب في الشواذ " . [ ص: 19 ]

وله نظم جيد .

خدم عضد الدولة وابنه ، وقرأ على المتنبي " ديوانه " ، وشرحه ، وله مجلد في شرح بيت لعضد الدولة .

أخذ عنه : الثمانيني وعبد السلام البصري .

توفي في صفر سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة .

ولد قبل الثلاثين وثلاثمائة ، وكان أعور .

عرض في كتاب سير أعلام النبلاء