[ ص: 22 ]
إذا الأمهات قبحن الوجوه فرجت الظلام بأماتكا
وقال الراعي :أماتهن وطرقهن فحيلا
وتقول العرب : " لا أم له " في المدح والذم جميعا . قال أبو عبيدة : ما كنت أما ولقد أممت أمومة . وفلانة تؤم فلانا ، أي : تغذوه ، أي : تكون له أما تغذوه وتربيه . قال :نؤمهم ونأبوهم جميعا كما قد السيور من الأديم
اطلب أبا نخلة من يأبوكا فكلهم ينفيك عن أبيكا
تقبلتها من أمة لك طالما تنوزع في الأسواق عنها خمارها
بالمنجنيقات وبالأمائم
[ ص: 23 ] والشجة الآمة : التي تبلغ أم الدماغ ، وهي المأمومة أيضا . قال :يحج مأمومة في قعرها لجف فاست الطبيب قذاها كالمغاريد
ليس بمأموم ولا أجب
قال الخليل : أم التنائف : أشدها وأبعدها . وأم القرى : مكة; وكل مدينة هي أم ما حولها من القرى ، وكذلك أم رحم . وأم القرآن : فاتحة الكتاب . وأم الكتاب : ما في اللوح المحفوظ . وأم الرمح : لواؤه وما لف عليه . قال :وسلبن الرمح فيه أمه من يد العاصي وما طال الطول
إذا هو أمسى بالحلاءة شاتيا تقشر أعلى أنفه أم مرزم
يرى الوحشة الأنس الأنيس ويهتدي بحيث اهتدت أم النجوم الشوابك
بشعث يشجون الفلا في رؤوسه إذا حولت أم النجوم الشوابك
للأرض من أم القراد الأطحل
[ ص: 25 ] وأم الصدى هي أم الدماغ . وأم عويف : دويبة منقطة ، إذا رأت الإنسان قامت على ذنبها ونشرت أجنحتها ، يضرب بها المثل في الجبن . قال :يا أم عوف نشري برديك إن الأمير واقف عليك
وأم صبور : الأمر الملتبس ، ويقال : هي الهضبة التي ليس لها منفذ . وأم غيلان : شجرة كثيرة الشوك . وأم اللهيم : المنية . وأم حبين : دابة . وأم الطريق : معظمه . وأم وحش : المفازة ، وكذلك أم الظباء . قال :
وهانت على أم الظباء بحاجتي إذا أرسلت تربا عليه سحوق
تدافع الناس عنا حين نركبها من المظالم تدعى أم صبار
وأم أوعال كها أو أقربا
[ ص: 26 ] وأم الكف : اليد . قال :ليس له في أم كف إصبع
وأم البيض : النعامة . قال أبو دؤاد :وأتانا يسعى تفرش أم ال بيض . . .
[ ص: 27 ] وأم خرمان : طريق . وأم الهشيمة : شجرة عظيمة من يابس الشجر . قال يصف قدرا : الفرزدق
إذا أطعمت أم الهشيمة أرزمت كما أرزمت أم الحوار المجلد
ربيته وهو مثل الفرخ أعظمه أم الطعام ترى في جلده زغبا
وكذلك كل من كان على دين حق مخالف لسائر الأديان فهو أمة . وكل قوم نسبوا إلى شيء وأضيفوا إليه فهم أمة ، وكل جيل من الناس أمة على حدة . وفي الحديث : . فأما قوله تعالى : لولا أن هذه الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها ، ولكن اقتلوا منها كل أسود بهيم كان الناس أمة واحدة ، فقيل : كانوا كفارا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين . وقيل : بل كان جميع من مع نوح عليه السلام في السفينة مؤمنا ثم تفرقوا . وقيل : إن إبراهيم كان أمة ، أي : إماما يهتدى به ، وهو سبب الاجتماع . وقد تكون الأمة جماعة العلماء ، كقوله تعالى : [ ص: 28 ] ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ، وقال الخليل : الأمة : القامة ، تقول العرب : إن فلانا لطويل الأمة ، وهم طوال الأمم ، قال الأعشى :
وإن معاوية الأكرمين حسان الوجوه طوال الأمم
وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع
فمن رفعه أراد سنة ملكة ، ومن جعله مكسورا جعله دينا من الائتمام ، كقولك : ائتم بفلان إمة . والأمة في قوله تعالى : وادكر بعد أمة ، أي بعد حين . والإمام : كل من اقتدي به وقدم في الأمور . والنبي صلى الله عليه وسلم إمام الأئمة ، والخليفة إمام الرعية ، والقرآن إمام المسلمين . قال الخليل : الإمة : النعمة . قال الأعشى :[ ص: 29 ]
وأصاب غزوك إمة فأزالها
قال : ويقال للخيط الذي يقوم عليه البناء : إمام . قال الخليل : الأمام : القدام ، يقول : صدرك أمامك ، رفع لأنه جعله اسما ، ويقول : أخوك أمامك ، نصب لأنه في حال الصفة يعني به ما بين يديه ، وأما قول لبيد :فغدت كلا الفرجين تحسب أنه مولى المخافة خلفها وأمامها
فقل جابتي لبيك واسمع يمامتي
وقال : " أمامها لقيت أمة عملها " أي : حيثما توجهت وجدت عملا . ويقولون : " أمامك ترى أثرك " ، أي : ترى ما قدمت . قال الأصمعي أبو عبيدة : ومن أمثالهم : رويد تبين ما أمامة من هند
كوفية نازح محلتها لا أمم دارها ولا صقب
يا لهف نفسي على الشباب ولم أفقد به إذ فقدته أمما
احذرن جواب الفلا مئما
وقال الله تعالى : ولا آمين البيت الحرام ، جمع " آم " يؤمون بيت الله ، أي : يقصدونه . قال الخليل : التيمم يجري مجرى التوخي ، يقال له : تيمم أمرا حسنا وتيمموا أطيب ما عندكم تصدقوا به . والتيمم بالصعيد من هذا المعنى ، أي : توخوا أطيبه وأنظفه وتعمدوه . فصار التيمم في أفواه العامة فعلا للتمسح بالصعيد ، حتى يقولوا قد تيمم فلان بالتراب . وقال الله تعالى : فتيمموا صعيدا طيبا ، أي : تعمدوا . قال :[ ص: 31 ]
إن تك خيلي قد أصيب صميمها فعمدا على عين تيممت مالكا
يممته الرمح شزرا ثم قلت له هذه المروة لا لعب الزحاليق
فمن وأعطاني الجزيل وزادني أمامة يحدوها إلي حداتها
وأم عيال قد شهدت تقوتهم إذا أطعمتهم أحترت وأقلت