الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( وعمل به ) أي بالعرف أيضا ( في الخيط ) في كونه على الخياط أو على رب الثوب ( و ) في ( نقش الرحى ) المستأجرة للطحن في كونه على المالك أو المستأجر ( و ) في ( آلة بناء ) فيقضى بما جرى به العرف في هذه الأشياء إذ العرف قاعدة من قواعد الفقه ( وإلا ) يكن عرف فيما ذكر ( فعلى ربه ) أي رب الشيء المصنوع من ثوب ودقيق وجدار وذلك ( عكس إكاف ) بكسر الهمزة ككتاب وتضم كغراب والمراد به ما يركب عليه من برذعة أو شيء [ ص: 24 ] أصغر منها ( وشبهه ) كسرج وحوية ولجام ، ومقود فيعمل فيها بالعرف ، وإلا فعلى رب الدابة على المذهب وحينئذ فحكم الإكاف وشبهه حكم الخيط ، وما معه إذ هو على ربه في الموضعين لا عكسه ، وأجيب بأن مراده العكس في التصوير لا الحكم ، وهو أنه في الأول مكتر ، وهنا مكر .

التالي السابق


( قوله : وعمل به ) أي عند عدم الشرط وإلا فالشرط مقدم عليه عند وجوده ( قوله : في كونه على المالك ) أي مالك الرحى ( قوله : فيقضى بما جرى به العرف ) أي فإن جرى بأن ذلك على المستأجر بالفتح ، وهو الخياط والطحان والبناء قضي به عليه عند التنازع وإن جرى بأنه على رب الشيء المصنوع قضي به عليه ( قوله : ودقيق ) جعل النقش على صاحب الدقيق إنما يظهر إذا كان صاحب الطاحون بأن استأجر إنسانا يطحن له فيها دقيقه ، وأما لو استأجر إنسان الطاحون ليطحن فيها للناس أو لنفسه كان النقش عند عدم العرف على صاحبها لا على صاحب الدقيق والحاصل أنه عند عدم العرف النقش [ ص: 24 ] لازم لرب الرحى سواء كان هو صاحب الدقيق بأن استأجر من يطحن له عليها أو كان الدقيق لغيره بأن آجرها لرب الدقيق .

( قوله : أصغر منها ) أي ، وهو المسمى عند التراسين نمارية بتشديد الميم والياء ( قوله : على المذهب ) أي مذهب المدونة خلافا لظاهر المصنف من أنه على المكتري الذي اكترى الدابة ( قوله : وهو أنه ) أي الرب في الأول مكتر ; لأن صاحب الثوب اكترى الخياط وصاحب الجدار اكترى البناء ورب الرحى مكتر ، ومستأجر لمن يطحن له قمحه على رحاه .




الخدمات العلمية