الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 192 ] وللفرس مثلا فارسه ، [ ص: 193 ] وإن بسفينة ، أو برذونا ، وهجينا وصغيرا يقدر بها على الكر والفر

التالي السابق


وللفرس مثلا فارسه من الغنيمة

( و ) يسهم ( للفرس ) ذكرا كان أو أنثى ، كما في الصحاح والمصباح فحل أو خصي ( مثلا ) بكسر فسكون مثنى مثل كذلك سقطت نونه لإضافته سهم ( فارسه ) إما لعظم مؤنته أو لقوة منفعته ، ولذا لا يسهم لبغل ونحوه ابن عرفة ابن حبيب والمعتبر في كون الفارس فارسا كونه كذلك عند مشاهدة القتال ولو أوجف راجلا . ابن القاسم [ ص: 193 ] يسهم لخيل غزاة قاتلوا على أرجلهم وخيلهم في رحالهم لاستغنائهم عنها . ابن رشد اتفاقا ، وجعله السهمين للفرس يفيد أنه يستحقها ولو كان راكبه عبدا أو يكونان لسيده وهو أحد الترددين والآخر هما للفارس فلا يسهم له في هذه وللفرس مثلا فارسه إن كان ببر .

بل ( وإن ) كان الفرس أو القتال ( بسفينة ) ; لأن المقصود من حمل الخيل في الجهاد إرهاب العدو لقوله تعالى { ترهبون به عدو الله وعدوكم } وهل يقيد الإسهام لها في السفينة بما إذا احتمل قتالهم ببر ولو ببعض مكان كما قد يؤخذ من تعليل الشارح أولا كمسافر مالطاة عالما بعدم قتالهم ببر أصلا ، وهو ظاهر التعليل باحتمال احتياجهم للقتال عليها ، والتعليل بالمظنة لا ينتفي الحكم بانتفائه في بعض الصور ( أو ) كان الفرس ( برذونا ) بكسر الموحدة وسكون الراء وفتح الذال المعجمة أي عظيم الخلقة غليظ الأعضاء إن أجازه الإمام كما في المدونة والعراب ضمر رقيقة الأعضاء ( وهجينا ) من الخيل أي أبوه عربي وأمه نبطية لا من الإبل إذ لا يسهم له ، وعكس الهجين اسمه مقرف اسم فاعل أقرف وهو ما أمه عربية وأبوه نبطي أي رديء ( صغيرا ) ظاهره ، وإن لم يجزهما الإمام ( يقدر ) بضم المثناة تحت وسكون القاف وفتح الدال المهملة ( بها ) أي البرذون والهجين والصغير ( على الكر ) على العدو ( والفر ) منه وقت القتال عليها ولو لم تكن كذلك وقت دخول أرضهم .




الخدمات العلمية