الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        خاتمة

        الحمد لله الذي وفقني لهذا، وأمدني من العون ما مكنني من إنجاز هـذا العمل المتواضع، الذي أضعه بين يدي القاريء الكريم، راجيا من المولى تبارك وتعالى أن يعيننا جميعا على الاستفادة منه، وذلك بتقبل النصائح والتوجيهات، واستقبال الانتقادات، والتصويبات، بقلوب شجاعة، وعقول نيرة، ونفوس على الحق صابرة، وفي سبيله ماضية، ومن أجله مضحية. فما أرجوه من قاريء هـذا الكتاب هـو أن يدلني على الخطأ إن اكتشفه، ويبصرني على العيب إذا لمحه، ويوجهني إلى الصواب، كلما رأني ملت عنه، وأخذت مسلكا غيره، وحدت عن طريق الحق، وتنكبت عن العلم الذي ينفع الأمة، ويسدد خطاها، ويعينها على استعادة عافيتها، حتى تعود لأداء دورها في العبادة، والإعمار، والإنقاذ، والتعارف كما أمر المولى تبارك وتعالى.

        إن القاريء الكريم سيلاحظ أفكار هـذا الكتاب المتنوعة، وسيكتشف أن بعضها لم ينضج بالشكل المستوفي للشروط، وأن بعضها ينقصه العمق، كما أن بعضها الآخر يفتقر إلى التحليل، والتمثيل، والتأصيل.. وهكذا سيسجل ملاحظاته المختلفة، وأشد الناس حاجة إلى هـذه الأمور هـو المؤلف. ومؤلف هـذا الكتاب من أحوج الناس إلى التعلم، وطلب المعرفة، وتلقي النصح، والترشيد من الأساتذة، والعلماء، والمفكرين المتخصصين في هـذه الحقول العلمية. [ ص: 151 ]

        وفي ختام هـذه الدراسة أريد أن أنبه إلى أن هـذا الكتاب هـو القسم الأول في هـذه السلسلة، التي خصصتها لدراسة قضايا التغيير الحضاري، في ضوء السنة النبوية. وهي محاولة إنسان مسلم، مقصده الأساس، هـو المساهمة في تحريك طاقات الأمة الحيوية من الأفكار، والأشخاص والأشياء، لتسير على خط (الاستخلاف) . وكما يعلم القاريء الكريم أن الذي يريد أن يخوض معركة الاستخلاف في الأرض، بحاجة إلى منهج تغييري، وكما رأى القاريء في الكتاب، أهمية المنهج النبوي في التغيير الحضاري الجديد.. وعليه فالحركة الإسلامية المعاصرة، بحاجة إلى فتح فصل كامل من فصول التغيير، يتعلق بدراسة هـذا المنهج الفطري المنسجم مع قانون الحياة السليم.

        والله من وراء القصد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. [ ص: 152 ]

        التالي السابق


        الخدمات العلمية