الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        عمليات الربط وشبكة العلاقات النفسية

        أما عندما ننظر إلى عمليات الربط من الوجهة النفسية، فإننا نجدها عبارة عن جهود من أجل تحقيق غايتين في ذات الإنسان، هـما:

        - عملية إفراغ للعقول من المواريث الجامدة، والمعطلة، وإخلاء للقلوب من مس الشياطين، وهوس الملاعين !!

        - عملية بناء للعقول بالقيم الحية، والأفكار السليمة، وتعمير للقلوب بالمبررات الدافعة، والشحنات الإيمانية القوية..

        وبعبارة أخرى: إفراغ الإنسان من كل المعطلات، والمثبطات الفكرية، والنفسية، والسلوكية، التي تعيق حركته الفاعلة في التاريخ، وتكبل نظم الطاقة الحيوية لديه، وتبددها خارج دوائر البناء الحضاري المستقيم على الطريقة وتزويده بالقيم، والمبررات الفاعلة التي تسلك بطاقته على طريق الخير، والعمل الصالح وبعبارة أخرى عمليات الربط على الصعيد النفسي، هـي التي تخلق في ذات الإنسان جوا: (يجد الفرد نفسه فيه متخليا عن عدد من الانعكاسات المنافية للنزعة الاجتماعية، ليكسب مكانها أخرى أكثر توافقا مع الحياة الاجتماعية، وذلك هـو تكييف الفرد.. فهو عملية تنحية، تجعل الفرد لا يعبأ ببعض المثيرات ذات الطابع البدائي - كتلك الحمية التي كانت تعتري عرب الجاهلية، وتدفعهم إلى الأخذ بالثأر - وهو عملية انتقاء، وإحساس، تجعل الفرد قابلا لمثيرات ذات طابع أكثر سموا.. طابع أخلاقي، جمالي مثلا) [1] [ ص: 127 ]

        التالي السابق


        الخدمات العلمية