الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                صفحة جزء
                [ ص: 57 - 58 ] وإنما اشترطت في العبادات بالإجماع أو بآية { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } 20 - والأول أوجه ، [ ص: 59 ] لأن العبادة فيها بمعنى التوحيد بقرينة عطف الصلاة والزكاة ،

                التالي السابق


                ( 19 ) قوله : وإنما اشترطت إلخ .

                جواب عن سؤال مقدر تقريره أن يقال : إذا لم يدل الحديث على اشتراطها في المقاصد للصحة فما الدليل على اشتراط النية فيها ؟ فأجاب بقوله وإنما اشترطت .

                إلى آخره .

                واعلم أن الأقوال تحتاج إلى النية في ثلاثة مواطن : أحدها التقرب إلى الله تعالى فرارا من الرياء ، الثاني التمييز بين الألفاظ المحتملة لغير المقصود ، والثالث قصد الإنشاء ليخرج سبق اللسان .

                يعني في غير الأيمان والطلاق . ( 20 )

                قوله : أوجه إلى آخره .

                قيل لأن عطف الخاص على العام لزيادة التأكيد والاهتمام جائز واقع مع أن ظاهر اللفظ ; أعني العبادة إنما تطلق على العمل لا العلم ( انتهى ) .

                وفيه تأمل . [ ص: 59 ] قوله : لأن العبادة إلى آخره .

                أقول فيه نظر من وجوه : أما أولا فلأن قوله والثاني أوجه يقتضي صحة الاستدلال بالآية على شرطية النية لصحة العبادات .

                وقوله في تعليل الأوجه لأن العبادة فيها بمعنى التوحيد يقتضي عدم الصحة .

                وأما ثانيا فلأنه على تسليم بقاء العبادة على معناها الحقيقي لا يصح الاستدلال أيضا ; لأنه حينئذ يكون المخلصين بمعنى الناوين ، ونوى يتعدى بنفسه لا بحرف الجر .

                إلا أن يقال اللام للتعليل وليس متعدية . وأما ثالثا فلأنه ليس في الآية ( أمروا ) الأمر الذي أمروا به في كتبهم كما صرح به البيضاوي .

                على أن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا ما يخالفه فتأمل




                الخدمات العلمية