الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - واستدل : لو كان ذاتيا - لزم قيام المعنى بالمعنى ; لأن حسن الفعل زائد على مفهومه ، وإلا لزم من تعقل الفعل تعقله ، ويلزم وجوده ; لأن نقيضه لا حسن ، وهو سلب ، وإلا استلزم حصوله محلا موجودا ، ولم يكن ذاتيا ، وقد وصف الفعل به ، فيلزم قيامه به .

            [ ص: 295 ]

            التالي السابق


            ش - هذا استدلال على أن القبح والحسن ليسا بذاتيين للفعل . توجيهه أن يقال : لو كان الحسن ذاتيا للفعل ، لزم قيام المعنى بالمعنى ، أي قيام العرض بالعرض . والتالي باطل ، فالمقدم مثله .

            أما الملازمة فلأن حسن الفعل زائد على الفعل ; لأنه لو لم يكن زائدا عليه لكان نفسه أو داخلا فيه ، وكلاهما باطلان ، وإلا يلزم من تعقل الفعل تعقله ، وليس كذلك ; لأنا قد نعقل الفعل ولم يخطر ببالنا أنه حسن أو قبيح ، فيثبت أن الحسن زائد على الفعل .

            ويلزم وجوده ، أي يكون الحسن الذي هو زائد على الفعل موجودا لوجهين : أحدهما : أن نقيضه لا حسن ، وهو سلب ، أي معدوم ; لأن الحسن لو كان موجودا استلزم وجوده محلا موجودا يقوم به . وإذا استلزم محلا موجودا امتنع أن يحمل على المعدوم . لكن لا يمتنع أن يحمل على المعدوم ; إذ يقال : المعدوم لا حسن .

            فثبت أن الحسن سلب ، فيكون الحسن موجودا ; لأن أحد النقيضين إذا كان سلبا يكون النقيض الآخر موجودا ، وإلا يلزم ارتفاع النقيضين .

            الثاني : أن الحسن لو لم يكن موجودا لم يكن ذاتيا للفعل . والتالي باطل ; لأنه خلاف التقدير ، فالمقدم مثله .

            [ ص: 296 ] بيان الملازمة أن الحسن لو كان معدوما ، استحال إسناده إلى الذوات ; لأن السلب ليس من الصفات الذاتية . وإذا ثبت أن الحسن وصف زائد على الفعل ، موجود ، لزم قيام العرض - وهو الحسن - بالعرض ، وهو الفعل .

            وأما بطلان التالي فلما بين في الكلام من امتناع قيام العرض بالعرض .




            الخدمات العلمية