الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - البهشمية : وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه دل على سبق اللغات ، وإلا لزم الدور . قلنا : إذا كان آدم - عليه السلام - هو الذي علمها ، اندفع الدور .

            التالي السابق


            ش - البهشمية ، أي القائلون بأن اللغات كلها اصطلاحية أن [ ص: 284 ] قوله تعالى : وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه يدل على أن اللغات سابقة على بعثة الرسول ، فلا تكون اللغات توقيفية ; لأنها لو كانت توقيفية يلزم الدور . وذلك لأن التوقيف إنما يكون بالوحي ، فيتقدم البعثة على اللغات السابقة على البعثة ، فيلزم الدور .

            أجاب المصنف عنه بأن قال : لا نسلم لزوم الدور على تقدير كون اللغات توقيفية ، وإنما يلزم الدور أن لو كانت اللغات سابقة على بعثة جميع الرسل ، وهو ممنوع .

            لأن الآية لا تدل إلا على تقدم اللغات على بعثة الرسل الذين لهم قوم ; بدليل قوله تعالى : بلسان قومه .

            فيجوز أن يتقدم بعثة آدم - عليه السلام - على اللغات ; لأنه - عليه السلام - لم يكن له قوم ، فيندفع الدور .

            لأنه حينئذ يجوز أن يعلمه الله تعالى اللغات بالوحي ثم علم آدم غيره فتكون اللغات متأخرة عن بعثة آدم - عليه السلام - ، وبعثة جميع الرسل الذين لهم قوم متأخرة عن اللغات ، فلا يلزم الدور .




            الخدمات العلمية